بدأت روچينا التمثيل مبكراً.. وهى لا تزال طالبة فى المعهد العالى للفنون المسرحية.. وكانت البداية فى مسلسل «لعبة الأيام» وكان من تأليفى وباكورة أعمالى.. وبعدها انطلقت روچينا لتقدم الكثير من الأدوار والشخصيات التى أكدت موهبتها الفنية، وعملت مع كبار الكُتاب والمخرجين.. مثل «48 ساعة فى إسرائيل».. وفيلم «المصير» وفيلم «يوم الكرامة» ثم «الفرح» و«حرب كرموز».. كما قدّمت فى التليفزيون أعمالاً مهمة مثل «العائلة» عام 1994 و«ليالى الحلمية» فى العام الذى يليه، ثم قدمت «المال والبنون» الجزء الثانى، كما شاركت فى مسلسلات «الفرار من الحب» و«حكايات زوج معاصر» وغيرهما، وصولاً إلى دورها فى مسلسل «البرنس» عام 2020 والذى أبرز موهبتها بأداء متميز وقدرة على التلون، كما كان لروچينا مشاركة متميزة فى مسلسل آخر وهو «حارة المحروسة». ولا شك أن كل تلك الأدوار والأعمال التى شاركت فيها روچينا قد صقلت موهبتها وأبرزت قدراتها الفنية، رغم أنها حتى مسلسل «البرنس» كانت كل مشاركاتها كبطلة ثانية. وكان من الطبيعى أن تشعر روچينا بعد ذلك التاريخ الطويل فى أداء أدوار البطولة الثانية، بأنه آن الأوان لكى تقدم أعمالاً من بطولتها ويظهر اسمها كنجمة وبطلة تحتل الصدارة على الشاشة. وهو ما حدث بالفعل فى السنوات التالية بتقديمها أعمالاً من بطولتها مثل مسلسل «انحراف» و«ستهم» و«سر إلهى» الذى قدّمته روچينا فى رمضان الأخير. وفى تلك الأعمال التى لم يكن هناك شك فى اختيار روچينا لها.. فقد صار لها الحرية فى أن تنتقى من الأعمال والنصوص ما يضيف إليها كنجمة لها حق الاختيار والتنوع، وهو ما كان.. لتقدم روچينا أعمالاً تضيف إلى تاريخها الفنى.. فهى فى مسلسل «انحراف» قاتلة تسعى وراء تحقيق العدالة بطريقتها الخاصة.. وهى فى «سر إلهى» تسعى للانتقام ممن قاموا بظلمها من إخوتها وتسببوا فى سجنها.. فكان انتقامها منهم فى النهاية بعد أن امتلكت الملايين وسبائك الذهب.. أما فى مسلسل «ستهم» فقد تجلت موهبة روچينا وجرأتها الفنية فى اختيار دور ستهم وهى سيدة صعيدية فقيرة تفاجأ بقتل زوجها.. فتحل محله من أجل لقمة العيش وتربية ابنتها.. لتعمل فى المسلسل كعاملة بناء وأعمال أخرى شاقة وهى تُخفى حقيقة كونها أنثى عن كل من حولها حتى لا يطمعوا فيها باعتبارها امرأة وحيدة بلا سند. وكان المدهش والأكثر جرأة أن قامت روچينا بقص شعرها على الزيرو كما يفعل الرجال.. وكان ذلك الأمر تعبيراً عن حزنها لفقدها زوجها.. وأيضاً كعادة بعض النساء فى الصعيد بقص شعورهن عند وفاة عزيز لهن، كان يمكن لروچينا ألا تتخلى عن شعرها -تاج جمال الأنثى- ولكنها الرغبة فى الصدق الفنى هى التى جعلتها تحلق شعرها على الزيرو.. كما نلاحظ أنه فى نفس العمل راحت روچينا «ستهم» تبحث عمن قتل زوجها للانتقام منه. وإذا كانت روچينا قادرة على اختيار أعمالها.. فإننى أنتظر منها أن تقدم فى كل عمل جديد شخصية جديدة تضيف لرصيدها الفنى وتصبح ليست فقط علامات فى مسيرة روچينا الفنية.. بل وعلامات فى الدراما أيضاً. وأثق أن روچينا صاحبة الألف وجه فى الدراما.. قادرة على أن تفعل ذلك.