كشف مصدر دبلوماسى مطلع على العلاقات بين إسرائيل ومصر عن أن الرئيس محمد مرسى رفض طلباً إسرائيلياً لتعزيز العلاقات معها، موضحاً أن العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل حالياً فى حالة من الجمود. وقال المصدر الدبلوماسى لصحيفة «معاريف»: إن «مصر -فى ظل الأوضاع السياسية الحساسة جداً- لن توافق على أى تغيير أو رفع لمستوى العلاقات مع إسرائيل عما كانت عليه فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك». وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت تأمل، بعد وصول الرئيس مرسى إلى الحكم، فى توسيع رقعة التعاون بين البلدين ورفع مستوى الاتصالات الوزارية بينهما، إلا أن وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسى -على سبيل المثال- رفض الرد على مكالمتين هاتفيتين من نظيره الإسرائيلى، إيهود باراك، على الرغم من أن «السيسى» على علاقة جيدة بالقيادات العسكرية الإسرائيلية و«باراك» شخصياً، لكنه فضل عدم الرد بسبب حساسية الأوضاع فى مصر تجاه كل ما يتعلق بإسرائيل. وتابعت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قدمت طلباً عن طريق مدير عام الوزارة، رافى باراك، قبل نحو شهر، لزيارة القاهرة وإجراء مباحثات مع نظيره المصرى، إلا أن القاهرة لم تحدد حتى الآن موعداً للقاء؛ بدعوى الانشغال حالياً بالاحتفال بعيد الأضحى. وأضافت الصحيفة أن إلغاء أو تأجيل زيارة وفد مصرى رفيع المستوى لإسرائيل يدل أيضاً على الحساسية الشديدة التى تسود العلاقات الإسرائيلية المصرية. وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية قالت الصحيفة: إن كافة سفراء إسرائيل لدى مصر فشلوا فى النهوض بالعلاقات بين البلدين، التى تركزت أساساً على التعاون العسكرى، مشيرة إلى أن المبعوثين الخاصين مثل عاموس جلعاد، رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع، والمحامى يتسحاق مولخو، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يزوران القاهرة وينقلان رسائل سرية، ويحظيان بتقدير واحترام كبيرين من الجانب المصرى. كما أن الدكتور عوزى آراد، مستشار الأمن القومى السابق لنتنياهو، ورؤساء الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، ورؤساء هيئة التخطيط بالجيش الإسرائيلى، يزورون مصر من حين إلى آخر، إضافة إلى العلاقات المتبادلة بين وحدات الاتصال بالجيشين الإسرائيلى والمصرى. ورصدت الصحيفة -ضمن مظاهر الحساسية الشديدة السائدة فى العلاقات- أن طاقم السفارة الإسرائيلية ما زال يعمل من مقر مؤقت منذ محاولة اقتحامها، حيث لم تنجح وزارة الخارجية، حتى الآن، فى العثور على مقر جديد للسفارة، كما أن العلم الإسرائيلى لم يعد يرفرف فى القاهرة، فضلاً عن أن طاقم العمل بالسفارة محدود ويمكث فى القاهرة ثلاثة أيام فقط أسبوعياً بدون أفراد عائلته.