في الوقت الذي يشغل فيه انفجار الغواصة تيتان الرأي العام العالمي، والتي انطلقت في رحلة استكشافية بأعماق المحيط الأطلسي، الأحد الماضى، أثيرت التساؤلات عن طبيعة ما تواجهه الغواصات في أعماق البحار من ظروف مخيفة، قد تودي بحياة أطقمها والأشخاص الذين على متنها. وانطلقت الغواصة تيتان في رحلة لرؤية حطام السفينة تيتانيك، مقابل 250 ألف دولار للشخص الواحد، وعثر على حطام الغواصة، مساء الخميس الماضي، بعد 4 أيام من رحلتها ، والخميس الماضى تم إعلان وفاة ركابها الخمسة الذين كانوا على متنها وفقا لقناة «العربية». وتواجه الغواصات في أعماق البحار صعوبات شديدة ومرعبة، وفيما يلي أكثر التحديات التي واجهت الغواصة تيتان، قبل الإعلان عن العثور على حطامها، وسط مؤشرات على حدوث انفجار داخلي. ضغط الماء الهائل وهو أكبر تعقيد من وجهة نظر هندسية، وهو بلا شك ضغط الماء المائل على الغواصة، فعلى عمق 12500 قدم حيث تحركت الغواصة تيتان، كان الضغط الذي تمارسه المياه عليها 40 ميجاباسكالس، أي ما يقرب من 200 ضعف الضغط داخل إطار السيارة، وهو أكبر بمقدار 390 مرة من الضغط الموجود تحت سطح الماء مباشرة. ويتسبب الضغط فى زيادة مساحة سطح الغواصة بشكل حتمي، والاضطرار إلى توفير مساحة للطاقم يزيد من صعوبة مكافحة هذه المشكلة، ومع ذلك، تم تصميم تيتان لتحمّل الضغط على أعماق تصل إلى ما يزيد قليلاً على 13000 قدم، وفق ما نقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. الظلام الدامس يمتص الماء ضوء الشمس بسرعة، وتشمل المنطقة القاتلة حيث لا يصل الضوء في البحر، من 1000 متر (حوالي 3300 قدم) وما دون، ويعني ذلك أنه حتى مع وجود الضوء، فمنذ دخولك المنطقة القاتلة، لا ترى شيئاً، حتى يظهر قاع المحيط فجأة أمامك. وعدم وجود الضوء يجعل التنقل صعباً بشكل معقد، قد يحتاج قادة الغواصات إلى حساب موقعهم بناءً على السرعة والاتجاه، لحساب الموقع بالنسبة للمكان الذي انطلقوا منه. وبمجرد أن تكون في قاع المحيط، قد تكون على بعد بضع مئات من الأمتار من هدفك، ولكن قد يستغرق الأمر ساعات للعثور على ما تبحث عنه. التيارات القوية التيارات التي يتم التحذير بشأنها على الشاطئ موجودة أيضاً في أعماق البحار، وإن لم تكن بنفس القوة، ولديها القدرة على زيادة تعقيد الملاحة لأي غواصين. أعمق نقطة تعرف أعمق نقطة في العالم كله باسم قاعدة «خندق ماريانا»، في المحيط الهادئ، والتي تبلغ 36100 قدم تحت سطح الماء.
