احتفلت الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية، اليوم، بمرور 50 عاما على عودة العلاقات بينهما، بعد انقطاع دام 15 قرنًا من الزمان بعد مجمع خلقيدونية عام 451م، وذكرى مرور عشر سنوات على إعلان يوم المحبة الأخوية، الذي دعا إليه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أثناء زيارته الأولى للڤاتيكان عام 2013م. وتم الاحتفال خلال المقابلة الأسبوعية العامة التي يعقدها البابا فرنسيس، بابا الڤاتيكان، بساحة القديس بطرس الرسول، وخلال زيارة البابا تواضروس الثاني الحالية، إلى الفاتيكان، وتعانق الباباوان لحظة التقاءهما وجلسا كل على كرسيه، يحيط بهما الوفد الكنسي المرافق للبابا تواضروس وعدد من قيادات الڤاتيكان. وألقى البابا تواضروس الثاني، كلمة هنأ فيها البابا فرنسيس بالذكرى العاشرة لاختياره بابا للفاتيكان، وثمّن كل ما فعله في هذه الفترة من خدمة لكل العالم في كل المجالات، قائلا إنّه أتي إلى الفاتيكان من الأرض التي كرز فيها مارمرقس الرسول، وتأسس فيها كرسيه في الإسكندرية، ليكون واحدًا من أقدم الكراسي الرسولية في العالم. أرض مصر التاريخ والحضارة وأضاف البابا تواضروس، أنّ أرض مصر التاريخ والحضارة، يقولون عنها إنّها فلتة الطبيعة، أبوها التاريخ وأمها الجغرافيا، التي تقدست بزيارة العائلة المقدسة وباركت أرضها شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، مصر الأرض التي انتشرت منها الرهبنة المسيحية وتأسست بقديسيها أنطونيوس ومكاريوس وباخوميوس، ملهمة مدرسة الإسكندرية منارة اللاهوت في التاريخ، وكانت ولا زالت مواضع مقدسة للصلاة أمام الله، ونؤمن أنّها محفوظة ليس فقط في يد الله بل وفي قلبه أيضًا. واختتم قائلًا: «ننادي في كل العالم بالسلام الذي يفوق كل عقل، مصلين أن يحل في كل الربوع وأن يكون هو أولوية القادة والشعوب». ومن جهته، وجّه البابا فرنسيس، التحية والشكر إلى البابا تواضروس على قبول دعوته للمجئ إلى الڤاتيكان للاحتفال بالذكرى الخمسين للقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث في 10 مايو عام 1973م، مشيرًا إلى الإعلان الكريستولوجي المشترك الذي تم توقيعه خلال ذلك اللقاء. وذكَّر بلقائه الأول مع البابا تواضروس الثاني في اليوم ذاته منذ عشر سنوات مضت وباقتراح البابا تواضروس بالاحتفال في هذا اليوم من كل عام بيوم المحبة الأخوية الذي أصبح يتم الاحتفال به كل عام، ويجرى اتصال هاتفي في هذا اليوم بين الباباوين. وأشاد بابا الفاتيكان بما يقوم به البابا تواضروس لصالح الصداقة المتنامية بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية. وختم بالتذكير بالشهداء الأقباط الذين قُتلوا في ليبيا قبل سنوات. مطالبًا الحضور بالصلاة إلى الله كي يحرس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويبارك زيارة البابا تواضروس الثاني. وعقب انتهاء الكلمتين طلب البابا فرنسيس من البابا تواضروس أن يتوجه لمباركة الشعب المتواجد في ساحة القديس بطرس. وبتلك المناسبة، أصدر الفاتيكان كتاب حول اللقاء التاريخي بين البابوان الراحلان شنودة الثالث، وبولس السادس، لتعزيز وحدة المسيحيين، والذي يضم أوراقًا توثق للحوارات التي جمعت الكنيستين منذ المجمع الڤاتيكاني الثاني وحتى الآن، وكتب مقدمة مشتركة للكتاب كلُّ من البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني.
وكان البابا تواضروس، زار الكلية الحبرية الإثيوبية بالڤاتيكان، مساء أمس الأول، وكتب كلمة قصيرة، قال فيها: «أنا قادم من مصر، البلد الذي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون بمحبة، في ظل عالم يحتاج إلى تقديم المحبة، ونحن في مصر 15 مليون مسيحي تقريبًا و90 مليون مسلم، نعيش في سلام ومحبة، وجميع المصريين يترقبون هذه الزيارة حيث إنّها علامة ورسالة محبة، وأدعوكم أن نعمل جميعًا على تقديم المحبة للعالم لأن هذا صميم رسالتنا المسيحية.