معتمرون قابلوا ربهم صائمين وفي ملابس الإحرام.. «حُسن الخاتمة»

وفاة الأشخاص في مكة أثناء أداء العمرة، وهم صائمون، ويرتدون ملابس الإحرام، من علامات حُسن الخاتمة التي يتمنى كثيرون نيلها وختم حياتهم بها، وهذا ما تحقق مؤخرا ل3 مصريين، بينهم سيدتان ورجل، حيث رحلوا أثناء أداء العمرة، ودُفنوا في البقيع.
وبحزن الفراق الممتزج بفرحة حُسن الخاتمة والدفن في البقيع، ودعت أسر المتوفين الثلاثة ذويها، داعين لهم بجنات النعيم.
وفاة أزهري أثناء أداء العمرة
ولفظ محمد عيد، أحد علماء الأزهر الشريف، وابن قبيلة الحويطات في قنا، أنفاسه الأخيرة أثناء أداء عمرة شهر رمضان المبارك، فيما نعته أسرته والذين أكدوا أنّ حُسن الخاتمة هي التي منحتهم الصبر على فراقه.
دٌفن في البقيع
وتوفي الأزهري صائمًا أثناء تأدية العمرة في مكة، حيث جرى دفنه في أرض البقيع بجوار صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما أوضحت أسرته أنّه من المقرر أن يتم تلقي واجب العزاء في مسقط رأسه بمدينة رأس سدر، فضلًا عن إقامة عزاء آخر بمقر سكنه في مدينة بلبيس.
وقال فريج أبو سالم شيخ قبيلة الحويطات، في تصريحات خاصة ل«الوطن»، إنّ المتوفى كان أحد رموز قبيلة الحويطات، وعُرف بدماثة الخلق، وطلاقة اللسان، وكان إمامًا وخطيبًا، وعُرف بتدخله لحل المشاكل والنزاعات بين الناس.
وفاة سيدة أثناء أدائها العمرة
تحقق حلم هبة مصطفى القباني، 50 سنة، ابنة محافظة قنا، بأداء العمرة بعد سنوات طويلة، لم تكن تسعها الفرحة حينما وصلت إلى مكة، ولم تكن تترك الحرم المكي دقيقة، وتحرص على أداء الصلاة فيه، حتى فقدت وعيها فجأة وسقطت أرضًا، ولفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها بأزمة قلبية، لترحل عن الحياة صائمة مرتديةً ملابس الإحرام.
كانت تحلم بالدفن في البقيع
وقال شقيقها محمد القباني، إنّ المتوفية كانت تحلُم بأن تُدفن في مكة، وتحقق حلمها بالفعل، حيث دفنت في البقيع بجوار صحابة رسول الله.
ونعى الدكتور عبد المنعم الخطيب أستاذ الجراحة العامة بكلية الطب بجامعة أسيوط، زوج السيدة الراحلة، قائلًا إنّها كانت ونعم الزوجة الصالحة البارة بأهلها، كما أنّها كانت صوامة قوامة، وأنّ عزائهم أنّها صعدت روحها إلى بارئها في الحرم المكي أثناء أداء العمرة وهي صائمة، وصلى عليها الملايين.
وفاة مسنة أثناء توجهها لأداء العمرة وهي صائمة
طوال سنوات كانت تحلم أمينة علي الحانوتي، ابنة محافظة المنوفية، بالصلاة بجوار الكعبة المشرفة، وحُسن الخاتمة، حتى تحقق حلمها وودعت أهلها ثم استقلت طائرتها متجهةً إلى مكة لأداء العمرة، لكن القدر لم يمهلها كثيرًا حيث لفظت أنفاسها الأخيرة قبل دقائق قليلة من وصولها السعودية، لترحل عن عالمنا صائمةً.
وأكد الدكتور أحمد فاروق نجل شقيق الحاجة «أمينة»، أنّها كانت تبلغ نحو 75 سنة من عمرها، مؤكدًا أنّها سافرت وهي صائمة ورفضت الإفطار، وأنّ عزائهم في وفاتها هو حسن الخاتمة، فيما أقامت أسرتها عزاءً لها في قريتها بصفط جدام بمركز تلا.
وفاة إمام مسجد من قنا أثناء أداء العمرة
وفي فبراير الماضي، توفى الشيخ خلف عبد الله عبد الرحيم عمران، إمام وخطيب أحد المساجد بقرية نجع الغليظ التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، أثناء أدائه مناسك العمرة، وجرى دفنه في البقيع وفقًا لوصيته، حيث كان يحلم بالموت والدفن في البقيع، وترك وصيته قائًلا «إذا مت لا تذهبوا بي إلى بلدي وادفنوني في مكة، هذه وصيتي ولن أسامحكم لو فعلتم غير ذلك».
ولفظ الشيخ أنفاسه الأخيرة أثناء غسل وجهه من ماء زمزم مرددًا «اللهم أحسن ختامنا.. اللهم حسن الختام في مكة».