بعد 4 سنوات من الهدوء، عادت مذبحة الكلافين الشهيرة بقرية ميت العطار فى بنها تطل برأسها من جديد بعد تجدد الخلافات بين عائلتى الكلافين والرفاعية، إثر اتهام الأخيرة للأولى بقتل 3 من أبنائها الشهر الماضى بسبب الثأر، كان آخرها إطلاق النيران على أحد أبناء الرفاعية و2 من زملائه منذ عدة أيام خلال توجههم إلى العمل فلقوا مصرعهم فى الحال. قرية ميت العطار تعيش حالة من الهدوء الحذر بعد الأحداث، ما أعاد للأذهان مرة أخرى مشهد المعركة التى شهدتها القرية عام 2008 وراح ضحيتها 23 قتيلا وأكثر من 30 مصابا، والقضية التى تداولتها المحاكم وصدر الحكم فيها بالإعدام شنقا لمتهم والمؤبد ل 6 آخرين، إلا أن هذه الأحكام -وفق أهالى القرية- لم ترض الطرفين، خاصة الكلافين الذين يرون أنهم مظلومون ولا يستحقون ما حدث لهم من قتل وتنكيل ثم تعرض بعضهم للسجن والتهجير من العزبة محل الخلاف لتشهد القرية على مدى الأشهر الماضية حادثى ثأر راح ضحيتهما 3 من الرفاعية الموالين ل«بربرى» الذى كان قتله هو الشرارة التى أطلقت المعركة الأولى، إضافة إلى شخصين آخرين كانا بصحبة أحد أبناء الرفاعية وقت قتله، حيث وقع الحادث الأول منذ شهرين تقريبا عندما لقى مزارعان بقرية ميت العطار فى بنها مصرعهما أخذا بالثأر حيث عثر على جثتيهما بطريق الرملة-بنها، هما عادل يوسف محمد (51 سنة، يعمل مزارعا)، وحسن على إبراهيم (40 سنة، مزارع)، وأكدت التحريات أن الحادث يقف وراءه 5 أشخاص من عائلة الكلافين قتلوا المجنى عليهما أخذا بالثأر منهم، ولم يتم القبض على أحد حتى الآن ليقع الحادث الثانى مطلع الأسبوع الجارى، حيث انتظر أولاد الكلافين، حسبما تشير الاتهامات، أحد أبناء الرفاعية الذى يعمل فى شركة بترول عند منطقة عزبة وهو فى طريقه إلى عمله، وأطلقوا عليه الرصاص فلقى مصرعه فى الحال، كما لقى شخصان آخران تصادف وجودهما فى السيارة مصرعهما معه، الأمر الذى أشعل النار من جديد بين الطرفين بعد رفض أهالى الضحايا أخذ العزاء فى المتوفين (محمد صلاح الرفاعى موظف بإحدى شركات البترول، وعبدالوهاب سليمان ناصف مدرس، ومحمد ممدوح بيومى)؛ انتظارا للثأر، كما لم يتهموا أحدا من الكلافين فى المحضر الرسمى، الأمر الذى ينذر باشتعال الحرب مرة أخرى، لكن مصدرا أمنيا بمديرية أمن القليوبية أكد أن الوضع الأمنى داخل القرية مستقر وتحت السيطرة لمنع تفاقم الأحداث بين أفراد العائلتين. وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية وقوات الأمن المركزى كثفت من وجودها بالقرب من منازل العائلتين كما فرضت كردونا أمنيا موسعا حول مداخل ومخارج القرية، وعينت خدمة أمنية فى مختلف طرق القرية لمنع أى مصادمات أو تجدد الاشتباكات. من ناحية أخرى كشف أحد الأشخاص القريب من العائلتين أن المشكلات تجددت بسبب استغلال محمد عبدالصمد، ابن عم البربرى والهارب من حكم فى القضية، الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد أثناء ثورة 25 يناير وهدم منازل الكلافين بمجموعة من اللوادر، وطرد من تبقى منهم خارج القرية، الأمر الذى دفعهم للهجرة إلى قرية العريضة التابعة لمركز طوخ، التى تضم مجموعة كبيرة من المسجلين والخطرين على الأمن العام، واتخذوها مقرا لهم لشن الهجمات مرارا وتكرارا لقتل أفراد من عائلة الرفاعى ثأرا لقتلاهم وطردهم من قريتهم واعتراضا على الأحكام القضائية التى حصل عليها أبناء الرفاعية، التى خلت من الإعدام وبرأت عددا منهم وقرروا الأخذ بالثأر. وتكثف مباحث القليوبية جهودها بالتنسيق مع مباحث المنوفية والشرقية لسرعة ضبط وإحضار 4 أشخاص من عائلة الكلافين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و25 عاما من المتورطين فى الحادث الأخير، والبحث عن سيارة جيب شيروكى حمراء استخدموها فى قتل أحد أبناء الرفاعية وأصدقائه، واستمعت نيابة بنها لأشقاء المتوفى من عائلة الرفاعية الذين أصروا على عدم اتهام أى فرد من عائلة الكلافين رغم علمهم بارتكابهم الواقعة، كما رفضوا تقبل العزاء.