حكاية مصرع طالبة بحبة حفظ غلال في كفر الشيخ.. «مساعدة والدها دفعتها للموت»

بملامح حزينة ومكسورة ألمًا على فقدان ابنته وعيون تغلبت عليها الدموع، جلس الأب أمام جهات التحقيق بكفر الشيخ التي أمرت بانتداب الطب الشرعي، وبنبرة باكية يكسوها الألم تحدث، «بنتي كانت بتساعدنا في إننا نشيل الحبوب السامة لحفظ الغلال من محصول الأرز وأما خلصنا مغسلتش إيدها كويس قبل ما تاكل وفارقتنا على طول».
في صباح اليوم، جلس الأب برفقة زوجته، وأمامها محصول الأرز في محاولة انتزاع حبوب حفظ الغلال منه، شاهدت الطفلة «رشا» صاحبة ال15 عاما، مدى انشغال والديها في انتزاع الحبوب، هرعت مسرعة إليهما، لعرض مشاركتها في تنظيف المحصول من الحبوب السامة.
مساعدة الطفلة في انتزاع الحبوب السامة من محصول الأرز
لم تكن الطفلة تعلم أن مساعدتها لوالديها ستدفع حياتها ثمنا لها، بعد مرور بعض الوقت، انتهت الأسرة من انتزاع الحبوب السامة من محصول الأرز «الشعير»، ظلت «رشا» برفقة والدها من أجل تعبئة المحصول داخل جوال بلاستيكي، بينما ذهبت الأم لإعداد وجبة الطعام.
فرحت الطفلة بمساعدة والدها في الانتهاء من انتزاع الحبوب وتعبئة المحصول، وذهبت لتناول طعامها دون غسل يديها من حبوب حفظ الغلال، غفلت «رشا» عن أن هذه الحبوب سامة ويمكن أن تودي بحياتها، بعد الانتهاء من تناول الطعام، أُصيبت الطفلة بحالة إعياء شديدة وقيء وألم لا يحتمل، نقلت على إثرها إلى مستشفى كفر الشيخ.
مصرع الطفلة بعد فشل الأطباء في مداواتها
فشل الأطباء في مساعدة الطفلة التي لقيت مصرعها متأثرة بحالة تسمم، نتيجة الحبوب السامة لحفظ الغلال، سيطرت على الأب حالة من الصدمة غير مصدق بأنه فقد صغيرته بهذه السرعة، جلس يبكي على فقدانها.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقت مديرية أمن كفر الشيخ، إخطارًا من مأمور مركز شرطة الحامول، يفيد بورود بلاغ بتسمم طالبة بالصف الثالث الإعدادي تقيم بقرية 75 المنصوري، التابعة لدائرة المركز بتسمم فسفوري نتيجة ملامسة حبة حفظ الغلال القاتلة، لتتوفي متأثرة بذلك.
وأمرت جهات التحقيق، بنقل جثمان الطالبة إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، لتوقيع الصفة التشريحية على الجثمان وبيان سبب الوفاة، ثم دفن المتوفاة، بمعرفة أهليتها عقب الانتهاء من تشريح الجثمان، وإمداد النيابة العامة بتقرير الصفة التشريحية.