جمعتهما الحياة ولم يفرقهما الموت، فكما اعتاد الأشقاء الأربعة العيش معا ماتوا معا، ورغم النهاية المأساوية لهم إلا أنّ الجميع يضرب المثل بحبهم لبعضهم البعض حتى توفيا في أحضان بعضهم البعض كما عاشوا في حب دائم، تلك القصة التي تسببت في حزن أهالي محافظة الفيوم، بالكامل، وجعلت عزبة الزقمي التابعة للوحدة المحلية للحجر بمركز إطسا تتشح بالسواد، وتملأها الصرخات والآهات، وتبلل أرضها الدموع المنهمرة من أعين الجميع، حزنا على وفاة 4 أشقاء صعقا بالكهرباء أثناء ري الأرض الزراعية بسبب سقوط سلك كهربائي عليهم. ذهبوا لري الأرض الزراعية معا الأربعة أشقاء تناولوا عشاءهم، ثم أخذوا فؤوسهم وعدتهم وعتادهم، وتوجهوا إلى الأرض الزراعية الخاصة بهم، والتي اعتادوا ريها ليلا في هدوء وبعيدا عن زحام جيرانهم من أجل ري أراضيهم، واتفقوا على أخذ سلك كهربائي ولمبة لينيروا عتمتهم ويسهلوا عليهم مهمة عملهم في الأرض الزراعية لينجزوه سريعا دون أن يعرفوا أنّهم سيكونوا سبب إنهاء حياتهم. صعقتهم الكهرباء الواحد تلو الآخر كابل كهرباء من الضغط العالي سقط فجأة دون سابق إنذار على أحد الأشقاء الأربعة فصرخ من إثر صعقة الكهرباء وسقط أرضاً، بينما هرع شقيقه لإنقاذه فصعقته الكهرباء أيضاً، ثم هرع الثالث لإنقاذ شقيقيه فصعقته الكهرباء، حتى جاء الآخر وأبى أن ينجو بحياته وألقى بنفسه في أحضان أشقائه حتى صعقته الكهرباء، ولقوا جميعاً مصرعهم معاً في آن واحد صعقاً بالكهرباء. العثور على جثث الأشقاء الأربعة وعثر الأهالي على جثث ال 4 أشقاء يحتضنون بعضهم البعض، فأبعدوا كابل الكهرباء، ونقلوا الجثث الأربعة إلى الوحدة الصحية بعزبة عبد الوارث التابعة للوحدة المحلية بالحجر بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، ثم تم نقل جثامين ال 4 أشقاء إلى منزلهم وإيداعهم في غرفة واحدة كل منهم على خشبة الغُسل، لتغسيلهم وتكفينهم معاً، وتشييع جنازتهم في آن واحد كما ماتوا معاً، ويدفنوا في أحضان بعضهم البعض. أسماء الأشقاء الأربعة ضحايا الصعق وحصلت «الوطن» على أسماء الأشقاء الأربعة ضحايا حادث الصعق الكهربائي بمحافظة الفيوم، وهم: سيد راغب جويد حبلوك «الأخ الأكبر»، ورمضان راغب جويد حبلوك «الأخ الثاني»، ومحمد راغب جويد حبلوك «الأخ الثالث»، وجودة راغب جويد حبلوك «الأخ الأصغر». الحزن يخيم على القرية وخيّمت حالة من الحزن على عزبة عبدالوارث خاصة، وأهالي محافظة الفيوم عموماً، حزناً على وفاة الأشقاء الأربعة في حادث صعق بالكهرباء بصورة مأساوية، خصوصاً أنّهم شديدي الاحترام والترابط وفي حالهم دائماً، كما أنّ لدى اثنين منهم أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة يتحملون مسؤوليتهم، داعين لهم بالرحمة والمغفرة ولأسرهم بالصبر والسلوان. الأهالي ينتظرون تصاريح الدفن وينتظر أهالي المتوفين الأربعة، إنهاء تصاريح الدفن، كما أرسلوا أحدهم لشراء الكفن، تمهيداً لتكريم الأشقاء الأربعة، وتشييعهم إلى مثواهم الأخير.
