شهدت أسعار النحاس استقرارا نسبيا، بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية على مدار الأشهر الماضية، واستقرت العقود الآجلة للنحاس بالقرب من أعلى مستوياتها في 3 أسابيع حول 3.47 دولار للرطل في تعاملات اليوم الجمعة، لكنها ما تزال في طريقها للانخفاض للشهر الرابع على التوالي، بعد أن واجهت ضغوطًا مستمرة منذ مارس من التشديد النقدي العنيف ومخاوف الركود المتزايدة. وانكمش الاقتصاد الأمريكي للربع الثاني على التوالي، مع انخفاض الإنفاق الاستهلاكي والأعمال التجارية مما أدى إلى حدوث ركود محتمل. وفي اجتماع المكتب السياسي الذي عقد مؤخرًا، لم يعلن كبار قادة الصين أيضًا عن سياسات تحفيز جديدة لدعم النمو الاقتصادي الذي كان من المتوقع أن يعزز الإنفاق على البنية التحتية واستهلاك المعادن. مخاطر الإمدادات والتشديد النقدي ومع ذلك، استمرت أسعار النحاس في الارتفاع في الأسبوعين الماضيين، حيث أشار المنتجون الرئيسيون إلى مخاطر الإمداد وبدأت التوقعات بالتشديد النقدي القوي في الولاياتالمتحدة في التراجع. تاريخياً، وصل النحاس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 5.02 دولارات في مارس الماضي وهو الارتفاع القياسي الذي تحقق مع نشوب الحرب الروسية الأوكرانية التي عززت المخاوف بشأن استمرار إمدادات السلع على مستوى العالم، وتتوقع مؤسسة «تريدينج إيكونوميكس» أن يتم تداول النحاس عند 3.27 دولار بنهاية الربع الجاري، وأن يتم تداوله عند 3.06 في غضون 12 شهرًا. ويتم تداول عقود النحاس الآجلة على نطاق واسع في بورصة لندن للمعادن «LME» وفي بورصة السلع المتعددة في الهند، والعقد القياسي للنحاس يعادل 25000 رطل. ويعد النحاس ثالث أكثر المعادن استخدامًا في العالم، وتمثل شيلي أكثر من ثلث إنتاج النحاس في العالم تليها الصين وبيرو والولاياتالمتحدة وأستراليا وإندونيسيا وزامبيا وكندا وبولندا. وتضم قائمة أكبر مستوردي النحاس كلا من الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وألمانيا.