حاول الشباب «الصعود» إلى حلم «الوظيفة».. فانهار بهم «سلم» الشركة

إصابة 26 بسبب التدافع و«الصحة»: الحالات مصابة بكسور وجروح والشباب: «قُلنا هنبدأ حياتنا بالوظيفة لقينا الموت مستنينا»

«الصعود إلى الهاوية»، هذا هو ما حدث مع 200 من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و38 عاماً، والذين صعدوا على سلالم شركة مصر العامرية للغزل والنسيج، فى شارع صلاح سالم بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، للتقدم لشغل وظيفة «عامل»، والتى أعلنت عنها الشركة فى الصحف، وتقدم لها قرابة 3000 شخص، إلا أن سور تلك السلالم، انهار بهم، الأمر الذى أدى إلى إصابة 26 منهم. بدأ الحادث فى الساعة التاسعة من صباح أمس الاثنين، عندما انهار السلم الداخلى للعقار الذى يضم مقر شركة مصر العامرية للغزل والنسيج، وعدداً كبيراً من مقار الشركات، وهو ما أحدث صوتاً عالياً، أصاب السكان فى العقارات المجاورة بالذعر والرعب، تبعته صرخات من العمال وموظفى الشركات فى العقار المنهارة سلالمه. وفى غضون دقائق، تحول المشهد إلى حالة من الفزع، سيارات إسعاف تأتى من كل مكان، وشباب يهرب، وآخرون الدماء تملأ وجوههم والرعب يتملكهم، حالة من الهرج والمرج، ملأت جنبات شارع صلاح سالم، أشهر شوارع عروس البحر الأبيض المتوسط، وذلك إثر سقوط سور السلم المؤدى إلى شركة مصر العامرية للغزل والنسيج، بسبب تدافع مئات الشباب الراغبين فى التقديم للوظائف الشاغرة بالشركة، ما أدى إلى إصابة العشرات. صراخ مستمر وشباب ملقى على الأرض، وأوراق مبعثرة فى كل مكان، وشبان يقفون ممسكين بآمالهم وأحلامهم، التى كادت تختفى فى لمح البصر، فبدلاً من بحثهم عن وظيفة لتأمين مستقبلهم، كانوا قاب قوسين أو أدنى من الموت. وفور انهيار سور السلم، وصلت سيارات الإسعاف، وقوات الأمن إلى منطقة الحادث، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات، فيما تم إسعاف البعض منهم فى مكان الحادث، لبساطة إصابتهم.
من جانبه، قال اللواء أمين عز الدين، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، إن شركة مصر العامرية للغزل والنسيج الكائنة ب 13 شارع صلاح سالم الدور الثانى، والتى أعلنت طلب وظائف وتحدد ميعاده أمس 15-12-2014 وحضر نحو 3000 شخص لتقديم الطلبات وأثناء تدافعهم على سلم العقار انهار سور الترابزين وسقط البعض وأصيب من جراء التدافع 26 شخصاً. وأضاف مدير أمن الإسكندرية: تم نقل المصابين إلى المستشفى الرئيسى الجامعى لتلقى العلاج وقامت قوات الشرطة باتخاذ الإجراءات لتأمين المتقدمين وإفساح الطريق لسيارات الإسعاف لنقل المصابين.
وقال الدكتور طارق خليفة، القائم بأعمال مدير المستشفى الرئيسى الجامعى «الأميرى» بالإسكندرية، ل«الوطن»، إن المستشفى استقبل قرابة 26 مصاباً بجروح وكدمات وكسور جميعهم شباب، مشيراً إلى أن البعض منهم تلقى العلاج داخل قسم الطوارئ دون الحاجة للذهاب إلى عمليات أو إجراء أشعة.
وأضاف: تم عمل أشعات على أجزاء الجسم، والتى أثبتت إصابة بعضهم بكسر فى العمود الفقرى، أو كسر بأحد الضلوع، وكسر فى الحوض، مشيراً إلى أن المستشفى لم يستقبل حالات أخرى خاصة بعد إجراء إسعافات أولية للمصابين وعدم استدعاء حالتهم الدخول بالمستشفى. بينما أعلنت إدارة الشركة عن استمرار التقدم إلى الوظائف الخالية، بداية من اليوم، بمقر الشركة بمنطقة العامرية، غرب الإسكندرية، وتم تعليق ملصق على أبواب الشركة، بأن السلم غير صالح للاستخدام، لحين الانتهاء من إصلاحه.
وقال حمدى حلمى، 27 عاماً، أحد الشباب المصابين فى الحادث، من قرية المسيرى بالعامرية، الدنيا كانت زحمة أوى والناس بتيجى من كل مكان على العمارة، فضلنا واقفين على السلم مستنيين لما نطلع علشان نقدم الورق».
وتابع حلمى: «إحنا ما بنصدق يكون فيه إعلانات زى دى علشان نقدم، وإحنا واقفين كنا حاسين أن السلم بيتهز بينا وعمالين نقول للناس بالراحة اللى طالع على السلم، بس الناس كانت عمالة تزق بعض علشان تقدم فى الشركة، وإحنا واقفين فجأة لقينا سور السلم وقع بينا وكل اللى كانوا واقفين جمبيه وقعوا من الدور الثالث».