إذا لاحظت تأخراً فى ميعاد دورتك الشهرية،أو تباعد الفترات بين دورة وآخرى، وزيادة فى وزنك خاصة منطقة البطن، بالإضافة إلى زيادة الشعر فى الوجه والجسم، مع ظهور حب الشباب على الوجه بشكل غير معتاد فأنت ربما تكونين مصابة بمرض "متلازمة تكيس المبايض". وتختلف أكياس المبيض التى قد تكون حميدة أو خبيثة ويكون عددها من 1 إلى 3 وتستدعى سرعة فحصها والتعامل معها وإزالتها من خلال التدخل الجراحى اذا كانت خبيثة، عن متلازمة تكيس المبايض التى ليست بالمرض الخطير وإنما كأى مرض له علاج وأسلوب حياة للتعامل معه. وتكيس المبايض ليس لها سن معينة وان كانت تصيب المرأة من بعد سن البلوغ وحتى عمر 40 أو 45 عاما، وأهم مشاكلها إنها تسبب تأخر الحمل، ولكن لا ينتج عنها عقم، ويتعرف الطبيب على الإصابة من خلال تحليل مخبرى لقياس نسب الهرمونات، وبمجرد ظهور ارتفاع فى هرمون LH عن هرمون FSH بنسبة كبيرة، عليك أن تعلمى إنك مصابة بمتلازمة تكييس المبايض. ويمكن للطبيب أن يرى تكون حويصلات أو أكياس دقيقة جدا من خلال أشعة الموجات الصوتية للكشف على المبايض، وهى لا ترى بالعين المجردة لأن حجمها يتراوح من 2 إلى 8 ملل، ويتراوح عددها من 10 إلى 12 كيسا. يشرح دكتور صلاح سند، أستاذ نساء وتوليد كلية طب القصر العينى، ل"الوطن" بدايات التعرف على المرض قائلاً: اكتشف مرض تكيس المبايض عام 1935 من خلال سيدة مصابة بالسمنة وانقطاع فى الطمث مع تأخر الحمل وكبر حجم المبيض. ويوضح أن أسباب الإصابة به إلى الآن غير معروفة، وإن كانت هناك بعض الأبحاث التى عددت أربع أسباب له وهى قصور فى الإنزيمات ينتج عنها زيادة إفراز الهرمونات الذكورية التى تؤثر على إنتاج المبيض للبويضة، أو يكون اضطراب الهرمونات بسبب زيادة دهون الجسم، والسبب الثانى إفراز الغدة الكظيرة، التى تقع أعلى الكلى، للهرمونات الذكورية، أما الثالث فهو زيادة إفراز هرمونات الذكورة عن طريق الغدة النخامية وهى المتحكمة فى المبيض، مما يزيد من مقاومة خلايا الجسم للأنسولين الذى يعمل عمل الهرمون الذكرى ويتسبب فى زيادة الوزن، والسبب الرابع أن تكون الإصابة بسبب عوامل وراثية. ويرى أن مريضة تكيس المبايض تحتاج إلى سرعة إجراء فحص للهرمونات، إذا لاحظت أى من الأعراض السابقة وأيضا المتابعة مع الطبيب، ويختلف علاج المرض باختلاف الهدف من العلاج حيث يشير دكتور صلاح سند إلى ثلاثة أهداف وطرق علاجها نستعرضها هنا: أولا: عدم انتظام الدورة الشهرية تضطرب كثيراً من الأمهات فى استشارة طبيب النساء فى أمر يخص ابنتها غير المتزوجة وتخشى من تأثير ذلك على حياتها الزوجية القادمة وان كان عدم التوجه للطبيب فى حالة عدم انتظام الدورة الشهرية يؤثر فى تأخير الحمل بعد الزواج، وينصح دكتور صلاح سند بتقليل الوزن اذا كانت الفتاة تعانى من السمنة لأن ذلك يساعد فى علاج المرض بشكل أسرع. وتعد السمنة أحد أسباب هذا المرض، لذلك يجب ممارسة الرياضة وخاصة المشى الذى يتميز عن الرياضات الآخرى فى تحسين دهون الجسم لأن الجسم يحوى نوعين من الدهون دهون سيئة منخفضة الكثافة مثل الكولسترول التى تترسب فى الشرايين وتؤدى لتصلبها والجلطات، أما النوع الثانى هى الدهون الجيدة عالية الكثافة التى لا تترسب فى الشرايين وتقوم بل تعمل على تنظيفها بشكل مستمر، ويساعد المشى على تحسين التوازن بين هذين النوعين من الدهون، وهناك جانب آخر هام وهو العلاج، هناك أدوية تعمل على تنظيم الدورة الشهرية وتستخدم لمدة من 3 إلى 6 شهور، بالإضافة إلى الأدوية التى تحفز الأنسجة لعمل الأنسولين. ويحذر دكتور صلاح سند من إهمال العلاج عند الفتاة قبل الزواج التى تمتلك بطانة رحم سميكة، لأنها قد تكون سبباً لتحول المرض إلى سرطان، لأن التكيس ما هو إلا دهون زائدة على شكل أكياس دقيقة داخل المبيض أما الفتيات التى تكون عندها البطانه غير سميكة يمكنهم فقط متابعة الحالة مع الطبيب بدون تناول أدوية حتى الزواج. ثانياً: اضطراب الهرمونات أو زيادة نسبة الهرمون الذكرى يقول دكتور صلاح أن العلاج يكون من خلال تناول أدوية مضادة للهرمون الذكرى، وتؤخذ لفترة تتراوح ما بين 6 أشهر إلى سنة حيث تعمل هذه الأدوية على إزالة الشعر الخفيف الذى ظهر على الجسم بسبب المرض أما الشعر الكثيف تحتاج إزالته إلى جلسات الليزر وبهذا يمكن التخلص من الشعر الزائد تماماً ويفضل البدء فى إزالة الشعر بالليزر بعد إنتهاء العلاج الدوائى المضاد للهرمون الذكرى. ثالثاً: تأخر الحمل يبدأ علاج تأخر الحمل كما يشرح دكتور سند عقب ضبط الهرمونات، من خلال تناول أدوية لتنشيط المبايض وتحفيزها على إنتاج بويضات بأحجام مناسبة للحمل، ويستمر العلاج حتى يحدث الحمل، محذرا من خطورة التدخل الجراحى عن طريق الكى أو المناظير، خوفا من حدوث مضاعفات منها التصاقات حول المبيض أو تدمير جزء من المبيض، مفضلا الاعتماد على العلاج الدوائى الذى يؤدى للنتيجة المرغوبة وان كانت الفترة أطول قليلاً . وينصح كل سيدة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض أن تبدأ الآن فى تخفيض وزنها، وإتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة، لأن ذلك يعتبر جزء من العلاج، ويساعد فى القضاء على المرض، أما السيدات المصابات بالمرض وتخطت أعمارهن 40 عاما، ينصحهن بمتابعة نسبة السكر فى الدم ونسبة الدهون فى الجسم لأنهن أكثر عرضة للإصابة بالسكر وتجلطات الشرايين.