كشف الدكتور حمدى عبدالعظيم، أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى، عن دخول الفحص الجينى لمرضى السرطان للمرة الأولى فى مصر، بالتعاون مع إحدى الشركات الرائدة عالمياً فى مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية، ضمن مبادرة تساعد فى تحسين جودة حياة مرضى السرطان وإطالة العمر الافتراضى لهم بنسبة كبيرة، موضحاً أن الفحص الجينى يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق تحسن جيد فى نتائج علاج السرطانات كما أنه يرفع من نسب الشفاء. وقال عبدالعظيم، خلال المؤتمر الصحفى للإعلان عن إطلاق قسم الأورام بكلية طب جامعة القاهرة، إن الفحص الجينى للكشف عن الأورام يمتاز بأنه يمكن من الدخول فى عصر العلاج المفصل لكل مريض على حدة، الذى يمثل مستقبل الطب على مستوى العالم، مؤكداً أنه طبقاً للصفات الوراثية فالمرضى الذين يعانون من الإصابة بنوع السرطان نفسه يمكنهم الاستفادة من العلاجات المتاحة بطرق مختلفة. مضيفاً: بسبب تطور أنواع السرطان نتيجة للتحور أو التغير الجينى، أصبح فهم الأسس الجينية الوراثية للمرض أمراً فى غاية الأهمية لاكتشاف العلاجات المناسبة، حيث إنه يكشف عن سبب التحور الجينى وتحول الخلية إلى خلية سرطانية، مشيراً إلى أن علاجات السرطان الحالية تتيح مزيداً من المناهج العلاجية المفصلة لكل مريض على حدة، وبذلك يستطيع الأطباء تحديد أفضل العلاجات المناسبة لكل مريض، مما يعنى حصول المرضى على أكثر العلاجات فعالية وبالتالى زيادة معدلات الشفاء. وعن أهمية تطبيق الفحص الچينى الخاص بسرطان القولون والمستقيم، قال الدكتور محمد عبدالله، أستاذ علاج الأورام بقصر العينى، إن سرطان القولون والمستقيم يعد ثانى أكثر أنواع السرطان انتشاراً فى العالم، حيث يصاب به حوالى 1.4 مليون شخص سنوياً. وإن فحوصات البيولوجيا الجزئية بأخذ عينات من النسيج أو الدم لدراستها عن طريق أجهزة معينة تمكن من التنبؤ بما إذا كانت ستتم الإصابة بالأورام أم لا. وأضاف أن واحداً من كل أربعة مصابين بسرطان القولون والمستقيم يجرى اكتشافه، حيث لا يتم تشخصيه قبل انتشاره فى أنحاء الجسم. وأوضح «عبدالله» أن سرطان القولون والمستقيم بات فى انتشار سريع، خاصة بين فئات صغار السن وهو الأمر الغريب، حيث إنه من المعتاد أن يصيب الإنسان فى سن الخمسين وليس فى سن الأربعين أو حتى أقل. وأكد «عبدالله» أن سرطان القولون والمستقيم يمثل المرتبة الثالثة ضمن قائمة الإصابة بالسرطانات فى مصر بالنسبة للسيدات، ويحتل المرتبة الثانية بالنسبة للرجال، كما يمثل حوالى 10% من إجمالى الإصابة بالسرطانات، وأكثر من 50% من أورام القولون والمستقيم تنتشر إلى الكبد. وأشار إلى أن العلاج الآن أصبح متطوراً عن ذى قبل، حيث رفع نسب الشفاء حتى المرحلة الرابعة، التى يكون فيها الورم منتشراً جداً، وقد ارتفعت نسب الشفاء نتيجة العلاجات الحديثة إلى حوالى 40 أو 50%، مضيفاً أنه توجد أنواع مختلفة من العلاجات المتاحة لسرطان القولون والمستقيم المنتشر، ويمكن حالياً إجراء تحليل الدلالات البيولوجية (تحليل RAS) للتأكد من حصول المريض على أفضل علاج يناسب حالته. وقال الدكتور عماد حمادة، أستاذ علاج الأورام، رئيس قسم الأورام بطب قصر العينى، إنها المرة الأولى فى مصر التى يتم فيها توفير الفحص الچينى من خلال منشأة صحية عامة، ومن المتوقع أن يتم البدء فى التنفيذ خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأكد «حمادة» أن الفحص الجينى مهم جداً لأنه يرسم البصمة الجينية للمريض، وتتم من خلاله دراسة 26 جيناً فى المريض الواحد، فيكشف عن الجين الطبيعى والجين الذى تحدث به طفرات، مشيراً إلى أن الجهاز الحديث الذى يقوم بالفحص الجينى يمتاز بأنه يحدد ما إذا كان مريض السرطان مؤهلاً للعلاج أم لا، وبالتالى يتم توفير مبالغ طائلة على الدولة. وقال عدد من الأطباء بالمؤتمر إنه يجرى الآن استخدام مئات الفحوصات الچينية ويتم تطوير المزيد، وفى الوقت الحالى يستخدم الفحص الجينى للكشف عن سرطان القولون وسرطان الرئة، ولكن فى المستقبل القريب سيتم استخدام هذه الفحوصات للكشف عن أنواع أخرى من السرطان.