قبل 4 أعوام، وخلال فعاليات مؤتمر الشباب السادس في جامعة القاهرة، كان الظهور الأول للشاب محمد عمر خيري، وكان وقتها طالبا بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، ليلفت الأنظار، ويخطف قلوب الجميع فور سماع اسمه بين المكرمين من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليحقق حلمه بعد 3 أعوام، ويصبح أول معيد في الشرق الأوسط من مرضى الضمور العضلي. «الوطن» تعيد نشر تفاصيل حوار مع محمد عمر، بعد رحيله اليوم، إثر أزمة صحية تعرض لها قبل أيام، وإلى تفاصيل الحوار: ظل التفوق والتميز قرينه منذ الصغر، مثلما كان الكرسي المتحرك ملازمًا له منذ الولادة، إلا أنه روض إعاقته، وتحدى كل الظروف، ونافس أقرانه الأسوياء وتفوق عليهم، ليضئ اسم محمد عمر محمد خيري، الطالب بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، سجلات المتميزين والمكرمين في مؤتمر الشباب السادس. وفي مشهد إنساني، هز مشاعر الحضور، الذين وقفوا تحية احترام وتقدير من أجله تحت قبة جامعة القاهرة العريقة، نزل الرئيس من أعلى المنصة، ليكرم «محمد» على كرسيه المتحرك، واسمه يسطع على خشبة المسرح، بطلا تقدمه مذيعة الحفل، وتستعرض إنجازاته قبل أن ينال التصفيق الحار من الجماهير: «تفوق في كل المراحل الدراسية منذ الصغر، وحصد المركز الأول في دوري المعلومات العلمية على مستوى الجامعات المصرية، وله مشاركة متميزة في ملتقى شباب الجامعات المصرية الأول لمتحدي الإعاقة بجامعة المنيا». طالب الحقوق حاصل على 98% علمي والمركز الأول في دوري المعلومات العلمية حصوله على المركز الأول في دوري المعلومات العلمية، لم يكن مصادفة أو حدثا جديدا على طالب كلية الحقوق، التي دائمًا ما يلتحق بها طلاب الشعبة الأدبية، فهو يرى أن تكريم رئيس الجمهورية رد إليه اعتباره، فهو منذ صغره يحب العلوم، والتحق في الثانوية العامة بالشعبة العلمية، ورغم حصوله على مجموع 98%، رفضت كلية الطب أوراقه، بسبب إعاقته الحركية، ورغم الصدمة لم يستسلم، وقرر الالتحاق بكلية الحقوق، وخاض رحلة تميز: «حصلت في السنة الدراسية الأولى على درجة الامتياز والأول على الدفعة، وكررت نفس درجة الامتياز والترتيب الأول في السنة الدراسية الثانية». الطالب المثالي على مستوى الجامعات المصرية، حلم آخر سعى إليه «محمد»، المكرم بمؤتمر الشباب السادس، وبالفعل نال المركز الثاني فيها، ويسعى في السنوات المقبلة لنيل الجائزة الأولى، وتحقيق أهداف جديدة، متحديًا كل الظروف والصدمات. الشاب المكرم بمؤتمر الشباب: أنا أول دفعتي في الحقوق للعام الثاني التحديات التي واجهها محمد عمر في حياته، وتفوق عليها، جعلته يؤمن بأن الشعب المصري سيفوز في تحدي الإرهاب والظروف الاقتصادية، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي، وهو ما جعله يوجه رسالة مفعمة بالقوة والحماس ومليئة بالتحدي، في حضور الرئيس السيسي وشباب الجامعات المصرية، وجموع المصريين، الذين وصلتهم الرسالة عبر الشاشات: «سر على بركة الله ونحن معكم أيدينا بأيديكم ويكفينا من سيادتكم الإخلاص والأمانة والشرف، وإن شاء ستحيا مصر بحفظ الله ورعايته ووعي شعبها وتلاحمه مع جيشه وإخلاص قياداتها.. تحيا مصر».
