كانت معجزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، عندما وجدت أمى تستعد للذهاب إلى لجنة الانتخابات للإدلاء بصوتها، ورغم أنها تسكن بعيداً جداً عن عنوان بطاقتها القومية صممت أن تذهب وعندما سألتها «اشمعنى» قالت لى عشان السيسى قال لنا انتخبوا، فتعجبت وتبسمت وقلت بركاتك يا «سيسى»، ثم حدث المشهد الذى أدمى قلبى عندما شاهدت أمى مقابلة السيسى للسيدة الكريمة التى تبرعت بقرطها الذهبى لمصر، ولأول مرة فى حياتى أشعر بالغيرة فى عين أمى، فإذا بها تدمع عيناها الطيبتان وتقول ليتنى تبرعت بقرطى، فقلت لها ولكنك تبرعت بالمال وما زلت يومياً ترسلين رسالة من موبايلك للصندوق، قالت لا ولكن السيسى فرح بالقرط وقابلها، فهدأت من روعها واحتضنتها، ثم يأتى المشهد الذى توقف عنده عقلى عن التفكير، فبعد طرح شهادات قناة السويس، وجدت أمى تطلب منى الحضور لغرفتها وبعد أن أغلقت الباب بإحكام، أعطتنى ظرفاً فى يدى وهمست فى أذنى، وقالت اشترى لى شهادة فى القناة، فسألتها ولماذا الهمس وكل هذه الحيطة؟ قالت لأن المدارس أوشكت على الدخول وسوف يأتى إخواتك ليقترضوا منى نقوداً ليدفعوا مصاريف أبنائهم فى مدارس اللغات الداعشية فى ذبحها لهم، فصدمت ورفضت، وقلت لا يا أمى اتركى النقود لإخوتى، قالت لا السيسى أولى، وذهبت ونفذت لها طلبها وإلى الآن لا يعلم إخوتى الذين اضطروا لتقسيط مصاريف أبنائهم فى المدارس أن أمى اشترت شهادة القناة، إن السيسى استطاع أن ينحينا جانباً فى قلب أمى، وهذا ما لم يستطع أن يفعله بشر مع أمى منذ أن ترملت منذ 35 سنة لم تدخل بيتنا صورة رجل قبل الرئيس.