سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«شرف»: «هيكل» كتب بيان الوفاة.. واجتماع «منشية البكرى» رسم خريطة الطريق أغلب الوزراء كانوا على الجبهة وجاءوا للقصر بملابس الميدان.. وقررنا تغليب «الشرعية» بسبب الظروف
قال سامى شرف، وزير الدولة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إنه لا يحب أن يتذكر لحظة وفاة الزعيم لما تحمله من ذكريات مؤلمة له. وأضاف فى تصريح ل«الوطن»: «بالتأكيد (عبدالناصر) هو بانى مصر الحديثة، ومن يهاجمه الآن لم يقرأ شيئاً من التاريخ». وأكد «شرف» أنه كتب فى مذكراته التى حملت عنوان «سنوات وأيام مع عبدالناصر»، عن لحظة وفاة «ناصر» قائلاً: «رحل الرئيس جمال عبدالناصر فجأة فى الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الثامن والعشرين من سبتمبر 1970، وقد يكون رحل قبلها بدقائق قليلة، فبعد إقرار فريق الأطباء المعالجين بتأكيد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، عقد اجتماع فى الصالون الرئيسى فى منزل الرئيس عبدالناصر بمنشية البكرى، حضره كل من أنور السادات نائب رئيس الجمهورية، وحسين الشافعى، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، وعلى صبرى، والفريق أول محمد فوزى وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، وشعراوى جمعة وزير الداخلية، وسامى شرف وزير الدولة، ومحمد حسنين هيكل وزير الإعلام، وكان يقف على باب الصالون اللواء محمد الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى. وأضاف «بحثنا الترتيبات الضرورية التى يجب إنجازها بعد الرحيل، وكان الاتجاه الغالب يتلخص فى ضرورة تغليب مظلة الشرعية أثناء الحوار، مع تقدير كامل للمسئولية فى ضوء الفراغ الذى يمكن أن يُحدثه غياب جمال عبدالناصر المفاجئ، وبما يقضى بقيام مؤسسات تباشر العمل وتتولى قيادة البلاد بأسرع وقت ممكن، وقد أخذنا فى اعتبارنا جميعاً الضغوط التى تواجهها مصر، نتيجة للموقف القائم على جبهة القتال ووجود الإسرائيليين على الضفة الشرقية لقناة السويس، والقوات المسلحة تواصل استعداداتها للقتال، والقضية الفلسطينية تواجه ظروفاً دقيقة لا يمكن تجاهلها أو تأجيل التعامل معها». وتابع «شرف»: خلال هذا الاجتماع المصغّر تم الاتفاق بصفة أولية على عقد اجتماع مشترك فوراً لكل من اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى ومجلس الوزراء برئاسة أنور السادات نائب رئيس الجمهورية، بهدف بحث هذه المسائل، وكان أغلب الوزراء فى هذا اليوم بالذات فى زيارة إلى الجبهة ومن ثم تم استدعاؤهم على عجل حتى إن أغلبهم وصل إلى القصر الجمهورى بالقبة فى ملابس الميدان. وأكد أنه تم تشكيل مجموعة من الفريق أول محمد فوزى، وكل من شعراوى جمعة وأمين هويدى وسامى شرف ومحمد أحمد والفريق محمد أحمد صادق رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة، لإعداد ترتيبات تشييع الجنازة وتجهيز المدفن وإجراءات الدفن، وقد تم الاتفاق على نقل الجثمان إلى قصر القبة، حتى يتم وضعه فى ثلاجة القصر، وبهدف التخفيف على العائلة والخوف من زحف الجماهير على منشية البكرى. وأضاف: عُقد الاجتماع المشترك لكل من اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى ومجلس الوزراء فى قصر القبة، وطلب من الدكتور منصور فايز حضور الاجتماع بصفة شخصية باعتباره كبير الأطباء المعالجين للرئيس، ويتولى هو إعلان التقرير الطبى الرسمى للوفاة، وكان يوجد خارج قاعة الاجتماع كبير الأطباء الشرعيين بوزارة العدل. ثم انتقل البحث فى مضمون البيان الذى يجب أن يُذاع على الشعب حول وفاة الرئيس، وكان محمد حسنين هيكل قد بدأ فى صياغته قبل أن نغادر منشية البكرى. واختتم وزير الدولة فى عهد «عبدالناصر» تصريحاته قائلاً: «أرى أن الرئيس السيسى على طريق عبدالناصر، لأن مصر ولّادة».