اغتالت يد الإرهاب الأسود صباح أمس، ضابطين ومجنداً تابعين لمديرية أمن القاهرة فى حادث تفجير قنبلة شديدة الانفجار فى محيط وزارة الخارجية بالقرب من مطلع كوبرى 26 يوليو، كما أصيب 4 آخرون، بينهم ضابط برتبة لواء، إثر انفجار قنبلة شديدة الانفجار زُرعت أسفل شجرة موجودة على الرصيف على بُعد 5 أمتار من باب مسجد السلطان أبوالعلا الأثرى، وتبين أن أفراد القوة الأمنية المستهدفة كانوا يجلسون بجانب الشجرة المزروع أسفلها القنبلة، وأن الانفجار أسفر عن استشهاد المقدم خالد محمود سعفان والمقدم محمد محمود أبوسريع من قوة الإدارة العامة للأندية والفنادق والمنتدب للعمل بمديرية أمن القاهرة ومجند تابع لمديرية أمن القاهرة، كما أصيب 4 آخرون، بينهم اللواء محمد أبوبكر وتم إسعافهم ونقلهم إلى مستشفى الشرطة لتلقى العلاج. الحادث الإرهابى استهدف قوة أمنية كانت مكلّفة بمتابعة الحالة الأمنية أمام مدرسة أبوالفرج الابتدائية والحالة الأمنية فى شارع 26 يوليو، بعد نقل الباعة الجائلين من الشارع إلى منطقة الترجمان. وقالت مصادر قضائية، ل«الوطن»، مفاجأة صادمة بكشفها عن أن المقدم محمد محمود أبوسريع، أحد شهداء التفجير الإرهابى بمحيط وزارة الخارجية، أمس، كان يعمل كرئيس مباحث سجن وادى النطرون، والشاهد الرئيسى فى قضية هروب الرئيس المعزول محمد مرسى، وبعض قيادات تنظيم الإخوان، أثناء ثورة 25 يناير، الذى قدم لقاضى التحقيق المستشار خالد محجوب، أمام محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، 135 صورة فوتوغرافية، توضح كيفية اقتحام السجن وملامح الأشخاص الذين نفذوا العملية. وأضافت أن الشهيد «أبوسريع» هو الشخص الوحيد الذى قدم الأدلة بالصور والمستندات على إدانة الإخوان وقياداتهم فى اقتحام السجون خلال ثورة 25 يناير، وأظهر استخدامهم معدات بناء ثقيلة ولوادر لهدم البوابات، ما يؤكد أن الاقتحام والهروب كانا مخططين، واعتبرت المصادر أن الحادث الإرهابى الذى وقع فى محيط «الخارجية» عملية اغتيال مدبرة للشاهد الرئيسى فى قضية «الهروب الكبير»، وحمّلت وزارة الداخلية مسئولية اغتيال الضباط بتكليفه بالمشاركة فى الخدمات الأمنية فى الشارع، وعدم توفير الحماية اللازمة له، خاصة أن المستشار محجوب، قاضى التحقيق فى القضية، تلقى تهديدات وأسرته. «الوطن» انتقلت إلى مكان الحادث، وشاهدت حالة من الاستنفار الأمنى فى محيط الحادث، وفرضت القوات الأمنية كردوناً أمنياً لمنع وصول الأهالى إلى مكان الحادث، حرصاً على سلامتهم، حتى ينتهى خبراء المفرقعات من أعمال التمشيط وتعقيم مكان الحادث للبحث عن قنابل أخرى، كما تم غلق الطريق فى شارع 26 يوليو لمدة ساعتين، حتى انتهت النيابة من معاينتها. وشاهدت «الوطن» آثار دماء الشهداء على الرصيف وعليها أوراق جرائد، وعلبة كشرى خاصة بواحد من الضحايا، وكانت مفتوحة لكنه لم يتمكن من تناولها، وأصبح فى عداد القتلى، وبقيت علبة الكشرى بجانب دمائه، ليتذكرها كل من يقف ويشاهد هذا المشهد المؤلم من الأهالى الذين يقولون بصوت واحد فيما بينهم: «ذنبه إيه العسكرى المسكين اللى كان واقف بيحمى الناس يتقتل بدم بارد وكمان قبل ما يفطر المسكين ده، ربنا يصبّر أسرته»، أمام زملائه الذين حضروا عقب الحادث للمشاركة فى أعمال التأمين يقفون ينظرون إلى آثار الدماء على الأرض وكلهم حزن على فراق زملائهم. الانفجار تسبب فى سقوط الشجرة بعدما أحدث قطعاً كبيراً فيها من أسفل، كما تحطمت سيارة ملاكى تابعة لأحد الضباط الضحايا، بينما كانت آثار التفجير تظهر فى محيط الحادث. وانتقل خبراء المفرقعات إلى مكان الحادث وتم التحفّظ على آثار القنبلة لفحصها، وإرسالها إلى المعمل الجنائى لوضع التقرير النهائى حولها وبيان المواد المصنعة منها، وتحفّظت القوات الأمنية والنيابة العامة على كاميرات تابعة لوزارة الخارجية، لبيان أسباب الحادث، والمساعدة فى التعرّف على الأشخاص الذين زرعوا القنبلة. وكشف مجند تابع للإدارة العامة لمرور القاهرة عن تفاصيل الحادث، قائلاً إنه توجه فى الساعة التاسعة من صباح أمس لوضع الكلبش فى سيارة ملاكى كانت واقفة أمام القوة الأمنية المتمركزة بالقرب من مسجد السلطان أبوالعلا، إلا أن أحد الضباط الذين كانوا يجلسون على مقاعد من البلاستيك طلب منه عدم كلبشة السيارة، لأنها خاصة به، وعقب انصرافه بحوالى دقيقة واحدة انفجرت القنبلة، وأسرع إلى مكان الانفجار وشاهد جثث الضحايا والمصابين بإصابات بالغة. وأضاف: أنا انكتب لى عمر جديد علشان الانفجار حدث بعد انصرافى بدقيقة واحدة. ومن ناحية أخرى، أمر اللواء على الدمرداش مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، بتشكيل فريق بحث وتحرٍّ من ضباط الأمن العام إدارة البحث الجنائى بالقاهرة، بالتنسيق مع الأمن الوطنى لفحص عدد من المشتبه بهم والخارجين حديثاً من السجون ومناقشة المقبوض عليهم فى خلايا إرهابية متورطين بارتكاب وقائع مماثلة، وكشفت تحريات المباحث الأولية أن مجهولين «خلعوا بلاط» رصيف سور وزارة الخارجية ووضعوا عبوة ناسفة تحتوى على بارود ومسامير وفجروها عن بُعد، باستخدام «هاتف محمول»، مما أدى إلى حدوث الواقعة.