في الوقت الذي تعيش فيه البلاد موجة حارة تزامنًا مع فصل الصيف، شهدت مناطق بجنوب محافظة البحر الأحمر أمطارًا غزيرة تصل إلى حد السيول على جبال البحر الأحمر في مدن حلايب وشلاتين ومرسى علم. واستقبل الأهالي الأمطار بفرحة عارمة، حيث تتسبب الأمطار في اكتساء الصحاري الشاسعة بالأعشاب والحشائش وتحولها إلى مراع خضراء يعتمد عليها أهالي الجنوب في رعى الأغنام والإبل. يقول بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن الأمطار الغزيرة التي وصلت لحد السيول على بعض مناطق جنوبالبحر الأحمر تسببت في فرحة عارمة بين الأهالي، حيث استقبلوا الأمطار بالطبل والزغاريد، لأن الأمطار تحول الصحاري الشاسعة إلى مراع خضراء تكتسي بالحشائس يستخدمونها في رعى الأغنام والإبل، وهي مهنتهم الوحيدة حيث يعتمدون عليها اعتمادًا كليًا. وأضاف «أبو طالب»، في حديثه ل«الوطن»، أن مياه الأمطار هي مصدر حياة بالنسبة لأهالي الجنوب، لأنها مصدرهم للمياه، إضافة إلى الآبار بالصحاري، حيث تشكل الصحراء ركنًا أساسيًا في نظام المعيشة لديهم، ويعتمدون خلالها على رعي الأغنام والعيش على مياه الآبار وري مزارعهم بمياه الأمطار. وذكر، أن يوم الأهالي يبدأ مع شروق الشمس في رعى الأغنام، وينتهي اليوم مع غروب الشمس للذهاب إلى منازلهم في قلب الصحراء. و يقول ناصر أبو الحسن من أهالي الجنوب، إنهم دائمًا يعملون بحكمة أجدادهم، وهي «كلما ابتعدت اقتربت»، و«كلما كنت بسيطًا أحبك الناس»، مشيرًا إلى أن حياتهم في الصحاري الواسعة والشواطئ الممتدة والبلاد البعيدة عن الحضر والمدينة هبة من الله منحها الله لهم.