اتخذت دول العالم إجراءات صارمة بالتزامن مع تطعيم شعوبها ضد فيروس كورونا، خوفاً من «انتكاسة الوباء»، أبرز تلك الدول السعودية التى فرضت عقوبة 3 سنوات منعاً من السفر لكل سعودى يزور دولة يحظر السفر إليها بسبب فيروس كورونا، فيما أعلنت دول فى أوروبا عدم عودة الحياة لطبيعتها من جديد قبل التطعيم الكامل للمواطنين. وفى السعودية، التى نجحت فى تحصين نحو 20% من مواطنيها، قررت السلطات منع دخول المولات والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهى والمنشآت الخاصة والعامة لغير متلقى لقاح كورونا، فضلاً عن ضرورة امتثالهم للإجراءات الاحترازية للحفاظ على الصحة العامة. أما الإمارات وبعد تحصين نحو 70% من مواطنيها فتبدو أقل تحفظاً فى إجراءات التعايش مع الوباء، لكن شرط الكمامة والتباعد ما زال مسيطراً على المشهد فى الأسواق والمنشآت العامة. وفى أوروبا شرعت الحكومات فى وضع شروط لعودة الحياة لطبيعتها، وأعلن رئيس الوزراء البريطانى عن خطط تهدف إلى جعل التطعيم الكامل شرطاً للدخول إلى الملاهى الليلية وأماكن تجمع الحشود الكبيرة، وبموجب هذه الإجراءات الجديدة سيتعين على المواطن إبراز دليل يثبت تلقيه اللقاح. وطرحت السلطات الفرنسية جوازاً صحياً يسمح للمواطنين بدخول المطاعم والحانات وركوب الطائرات والقطارات، وتشترط الأماكن التى تستوعب ما يزيد على 50 شخصاً فى الوقت الراهن إبراز دليل يثبت الحصول على اللقاح أو سلبية اختبار «كوفيد-19». الصين تلجأ لاستراتيجية «رمز الاستجابة السريعة» أما الصين التى ظهر فيها الفيروس لأول مرة، فسبقت الجميع بإجراءات التعايش، وأطلقت العام الماضى نظام «رمز الاستجابة السريعة» الذى يصنف الأشخاص إلى ألوان مختلفة. إذ يسمح اللون الأخضر للأشخاص بالتنقل دون قيود، بينما قد يطلب من شخص يحمل رمزاً أصفر البقاء فى المنزل لمدة 7 أيام، وتشترط العديد من الأماكن العامة فى الصين إظهار الأشخاص رمز الاستجابة السريعة الخاص بهم من أجل الدخول. وفى واشنطن، استبعد البيت الأبيض إلزام المواطنين بالتطعيم عبر إصدار وثائق مشابهة للصين وأوروبا، معللاً أنه تجب حماية خصوصية المواطنين وحقوقهم. وعلى الرغم من ذلك، فعّلت 4 ولايات تطبيقات تطعيم. ومع زيادة معدلات التلقيح وانخفاض عدد الإصابات الجديدة، رفعت هولندا القيود الصحية فى يونيو وألغت ارتداء الكمامات بشكل إلزامى، وأعيد فتح المطاعم والملاهى والأنشطة العامة. لكن فى وقت لاحق، تزايدت أعداد المصابين بشكل كبير لتصل إلى أعلى معدل لها منذ نهاية العام الماضى، حتى اضطر رئيس الوزراء، مارك روته، إلى التراجع وأعاد فرض بعض القيود، بعد 3 أسابيع فقط من رفعها. وإلى أستراليا التى رفعت القيود التى فرضتها سابقاً لمواجهة الوباء فى سيدنى، بعد نحو انعدمت فيه الإصابات تماماً، دخلت المدينة مرة أخرى مرحلة الإغلاق التام بعد تزايد معدلات الإصابة بالسلالة المتحورة «دلتا». التلقيح ضروري لعودة الموظفين في أستراليا ورغم أن انتشار فيروس كورونا عزز ثقافة العمل عن بعد، إلا أن بعض الشركات قررت إجبار الموظفين الراغبين فى العودة للعمل فى المكاتب على تلقى لقاح كورونا، ومن بين هذه الشركات جوجل وفيس بوك ونتفيلكس. وصرح المدير العام لشركة جوجل بأن «كل من يأتى إلى مكاتبنا عليه الحصول على اللقاح، وقررنا تنفيذ هذه السياسة فى الولاياتالمتحدة فى الأسابيع المقبلة، وسنوسعها إلى مناطق أخرى من العالم فى الأشهر المقبلة».