تنظر محكمة مجلس الدولة اليوم الدعوي المقامة من المحامي سمير صبري، والتي طالب فيها بوقف تطبيق «التليجرام» في مصر متعللًا بكونها أوكارًا للجماعات الإرهابية والتي كانت آخر جرائمهم المشبوهة تفجير معهد الأورام. المحام: التطبيق خصائص أمانه عالية ومناسبة للأعمال الإرهابية وقال صبري، إن التطبيق يحتوي على خصائص الأمان والحماية مقارنة بالتطبيقات والمواقع الأخرى، حيث يستغل الإرهابيون قواعد الحفاظ على خصوصية المستخدم للتواصل فيما بينهم ، ومن أبرز تلك الخصائص ، توفير خدمة المحادثات السرية ، التي تتيح خاصية تشفير الرسائل من النهاية إلى النهاية (end-to-end encrypted messaging apps)، بحيث لا يستطيع أي شخص آخر التدخل بما فيهم فريق عمل «تليجرام» في تلك المحادثات. خصائص التطبيق تسمح بمحو كافة المحادثات بين الإرهابيين وأشار إلى أن ذلك فضلًا عن حفظ كافة المحادثات السرية في الجهاز الخاص بصاحبها دون رفعها لخوادم «تليجرام» في السحابة، وتوفير إمكانية حذف الرسائل نهائيا، فعند حذف رسالة من جهاز أحد الطرفين، يتم حذفها تلقائيا من جهاز الطرف الآخر، وكذلك توفير ما يسمى ب«عداد التدمير الذاتي» للرسائل والوسائط والملفات، والتي تدمر وتخفي كافة الرسائل بمجرد وصولها وإعلام الطرف الآخر بها، ما يساهم في إمكانية تحديد وتخطيط العمليات الإرهابية بسهولة وحذف الرسائل المتعلقة نهائيا بمجرد وصولها للأعضاء، وتتبع المؤشر العالمي للفتوي استخدام التنظيمات الإرهابية لتطبيق «التليجرام». داعش تتصدر استخدام تطبيق تليجرام وأوضح المحام سمير صبري، أن تنظيم داعش تصدر باقي التنظيمات الإرهابية، حيث وجد عبر التطبيق السري بنسبة (30%) مقارنة بالتنظيمات الإرهابية الأخرى، فيما جاء استخدام جماعة الإخوان له بنسبة (20%) ، وجاء تنظيم القاعدة ثالثا بنسبة (20%) ، ثم حزب التحرير بنسبة (15%)، وأخيرا هيئة تحرير الشام بنسبة (%1). وأشار إلى أن تطبيق «تليجرام» لم يكن مرحبا به في عدة دول على مستوى العالم منذ إطلاقه، بسبب تسيبه في جرائم عالمية، موضحا أنه تطبيق روسي كان هدفه في البداية توفير وسيلة للتواصل لا تستطيع الحكومة الروسية أو أي حكومة أخرى اختراقها، وأنه نظرا لمزايا التطبيق وخصائصه الوارد ذكرها فيما سبق من جهة، وتتبع أجهزة الأمن للتنظيمات المتطرفة ومحاصرتها في أكثر من مكان بكافة أنحاء العالم من جهة أخرى، استغلت تلك التنظيمات التطبيق «شديد التعقيد»، واتخذته منصة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية في أكثر من مكان. المحامي: يعتبر «التليجرام» أهم أدوات تفجير معهد الأورام واستكمل أن حادث معهد الأورام الأخير الذي نفذه أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن الأول الذي يتم تنفيذه من خلال التليجرام، مشيرا إلى أن تنظيم داعش الإرهابي كان أول من استخدم التطبيق ذاته في التواصل المستتر مع أفراد التنظيم ، ومنه أيضا بدأ بث الفيديوهات التسجيلية الخاصة بالعمليات التي ينفذها داعش، سواء كانت لإعدام الضحايا، أم لتوثيق عملياته العنيفة ، وهو ما دفع القائمين على تطبيق «تليجرام» لإغلاق نحو 80 قناة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي بعد أحداث باريس الإرهابية عام 2015. داعش تستخدم «التليجرام» للترويج لأعمالها الإرهابية كما أن «داعش»، تبث عبر التطبيق الاستعداد لتنفيذ عملية إرهابية داخل باريس، وبالفعل نفذت العملية في منتصف نوفمبر عام 2015، وراح ضحيتها 127 شخصا وعشرات المصابين، وأعلن التنظيم من خلال قناته الرسمية على التطبيق، نجاح العملية، مهددا بأنها مقدمة لعاصفة مقبلة على كافة الأصعدة.