نحو أربع سنوات كاملة مرت على حادث مسجد الروضة، واحدة من أبشع الحوادث الإرهابية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة، الأرض لا تزال شاهدة على الدماء وأسر الشهداء لا تزال تتذكر الحادث وذويهم الذين راحوا ضحاياه كما لو كان بالأمس، بأعين زائغة وقلوب تنتفض حزنا، جلس بعضهم أمام شاشات التليفزيون يتابعون أحداث الحلقة 26 من مسلسل «الاختيار 2» التي نقلت تفاصيل الحادث الإرهابي، والبعض الآخر استعاد مشاعر الحزن بداخله مما سمعه من حكايات عن الحلقة المؤثرة من جيرانه والأهالي المقربين. في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 2017، استهدف هجوم إرهابي آثم المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، وقت صلاة الجمعة، واستشهد 305 أشخاص من بينهم 27 طفلا، فضلا عن إصابة 128 آخرين، من بينهم الشهيد كمال محمد سالم وشهرتة «كمال العو» شهيد قبيلة الأخارسة، صاحب ال52، حينها، وأحد العاملين في هيئة الطرق والكباري بمنطقة شمال سيناء من أبناء قرية رمانة. شهيد مسجد الروضة كمال العو أب ل4 أبناء كان الشهيد الخمسيني أب ل3 بنات وولد صغير في مرحلة التعليم الابتدائي، وحسب حديث شقيقه الأكبر محمد ل«الوطن» كان آخر مكالمة بينه وبين زوجته قبل استشهاده بنحو 5 دقائق فقط، ووقع الحادث على الفور واستشهد وترك زوجته وأبنائه الأربعة. مدرسة تحمل اسم الشهيد كمال العو في أول عام دراسي بعد استشهاد شهيد حادث الروضة في الحادث الإرهابي، تغير اسم مدرسة رمانة الابتدائية في قرية الشهيد لتحمل اسم الشهيد «كمال العو» تكريما له، «لأن سور المدرسة مجاور لبيته»، حسب قول محمد العو، أخو الشهيد. بحزن شديد عبرت أسرة شهيد مسجد الروضة عن تأثرهم بأحداث الحلقة 26 من مسلسل الاختيار 2، اختصر الشقيق الأكبر للشهيد كمال العو كل ذلك بعبارة «كإنه مات إمبارح».