دائماً ما تحدث أمور صعبة لا يمكن تحملها، لأن الظروف قد تكون قاسية، خاصة عندما يتعلق ذلك الأمر برب الأسرة، الذى يتحمل على عاتقه توفير نفقاتها، لكن بعض الأسر قد تفقد عائلها بشكل مفاجئ، الأمر الذى يكون سبباً فى العديد من المشكلات. كانعدام القدرة على مواجهة ظروف الحياة، هنا يشعر أفراد الأسرة أن الأقدار تقسو عليهم دون رحمة. زوجى توفى وترك لى 6 أبناء وكنت عايشة بيهم في منزل مليان حشرات وقوارض سناء حسن، سيدة فى العقد الخامس من عمرها، رحل زوجها الذى كان يعمل مزارعاً بالأجر داخل حقول قرية السنبلاوين بمركز أبوقرقاص فى جنوب محافظة المنيا قبل نحو 9 أشهر تاركاً لها 6 أبناء أيتام، حلمهم الوحيدة أن يعيشوا داخل منزل جديد وآدمى لينعموا بحياة كريمة. حياة صعبة عاشها أفراد الأسرة فى تلك الشهور التى أعقبت وفاة الأب الذى ترك لهم إرثاً ثقيلاً، لا يمكنه أن ينفعهم، أو يكون سبباً فى سعادتهم، هذا الميراث هو بيت متهالك وبالٍ، لا يمكن له أن يصمد فى مواجهة موجات الطقس السيئ التى تضرب المحافظة فى كثير من الأحيان: «كنا بنبقى قاعدين فى الشتا خايفين من المطر، وخايفين نلاقى نفسنا فجأة فى الشارع، بسبب المياه اللى كانت بتنزل علينا، لأن السقف كان قش، ويعتبر مالوش سقف ولا عليه حاجة تحميه». تقول «سناء» إن زوجها كان رجلاً فقيراً يعمل بالأجر اليومى داخل الحقول، وتوفى قبل أقل من عام وترك لها الأبناء ال6 وهم: محمد، أحمد، مصرى، محمود، سعاد، منة الله، ويعيش جميع أفراد الأسرة داخل منزل قديم ومتهالك ملاصق للأراضى الزراعية المتاخمة للقرية، الأمر الذى يهدد حياة أطفالها، إذ إن القوارض والحشرات تقتحم المنزل بين الحين والآخر: «بابقى خايفة عليهم من لدغ الحشرات، ونفسى أطمن عليهم، ولما عرفت إن حياة كريمة هتبقى عندى برضه، كنت طايرة من الفرحة، ومش مصدقة إن الحلم ممكن يتحقق، والبيت يتطور وعيالى تعيش فى أمان شوية، والمبادرة تعتبر أحسن حاجة اتعملت لينا من سنين». تضيف «سناء» أنها قبل نحو أربعة أشهر كانت تباشر أعمالها المنزلية ووجدت ثعباناً كبيراً يتحرك داخل غرفة النوم المخصصة لأبنائها فصرخت حتى جاء الجيران ونجحوا فى التخلص منه: «فجأة لاقيته فى وسط العيال، فضلت أصرخ لحد ما الجيران جات، وماكنتش أتخيل إن حياتنا ممكن تتغير». توضح «الأم» أن منزل الأسرة غير آدمى بالمرة، لا تدخله الشمس لوقوعه فى شارع ضيق لا يزيد عرضه على متر واحد، كما أنه مسقوف بجريد النخيل وفى حال سقوط أمطار يتعرض للغرق من الداخل، ويتلف السرير الذى ينام عليه الأطفال، الذين لا يجدون مكاناً آخر للمبيت فيه إذ إن المنزل مكون من طابق واحد ويضم غرفتين فقط بداخل إحداهما دورة مياه دون سقف أو باب. تقول «سناء» إنها حينما سمعت عن انطلاق مبادرة حياه كريمة التى تستهدف إعادة تأهيل وتطوير منازل البسطاء والمحتاجين والأرامل بالقرى الفقيرة شعرت بفرحة كبيرة واطمئنان، ومن وقتها وهى تدعو باكتمال تلك المبادرة حتى تنقذ أطفالها من أوضاعهم البائسة والصعبة: «القرية فيها بيوت كتيرة نفس وضعى ده ولما عرفنا ب(حياة كريمة) كان يوم عيد بالنسبة لينا كلنا، ونفسنا يخلصوا القرى اللى جنبنا علشان يبدأوا يشتغلوا عندنا، صبرنا كتير وخلاص الحلم بيتحقق».