"لأول مرة في تركيا.. الشعب يختار رئيسه" هكذا يردد الجميع انتظارًا للانتخابات الرئاسية التركية التي ستشهد ولأول مرة اقتراعًا مباشرًا من الشعب، وليس من خلال البرلمان التركي منذ أن تأسَّس عام 1923. ثلاثة مرشحين يضمُّهم السباق الرئاسي التركي، "أوغلو" الأكاديمي ورئيس منظمة التعاون الإسلامي السابق، التابع للمعارضة التركية، وصلاح الدين دميرطاش، الكردي المعارض، في مواجهة رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان، رجل تركيا الأول ومرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم. "أردوغان مهَّد الطريق لنفسه علشان ميتحاكمش على الفساد".. هكذا وصف سامح الجارحي، متخصص الشؤون التركية والإيرانية ودراسات آسيا الوسطى، قيام أردوغان أثناء ولايته كرئيس وزراء بالتعديلات الدستورية التي أجراها الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن التعديلات التي أجراها لتحويل تركيا من دولة برلمانية إلى دولة شبه رئاسية، للهروب من محاكمات الفساد المالي والإداري إذا فاز غيره بالانتخابات، فأسس لنفسه قبضة محكمة كرئيس دولة من منطلق أنه لن يستطيع الاستمرار كرئيس وزراء بعد ذلك. "رجل أكاديمي.. وملوش أرضية"، هكذا وصف الجارحي، ل"الوطن"، أحد منافسي أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى غدًا، وهو أكمل الدين إحسان أوغلو، مؤكدًا: "الطريق ممهد لأردوغان علشان يبقى في إيده كل حاجة". فيما علَّق الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قائلًا "إن فرص فوز رئيس الوزراء التركي السابق رجب طيب أردوغان بانتخابات الرئاسة المقرر عقدها غدًا كبيرة"، مشيرا إلى أن "هناك جبهة عريضة للغاية ترفضه داخل تركيا بسبب سياساته". وأكد اللاوندي، ل"الوطن"، أن أردوغان فشل في كسب الشباب التركي لصفه بعد أحداث العنف التي دارت منذ عدة شهور ضد معارضي السياسات المتبعة من حكومته والتسريبات الكاشفة فساده هو ونجله وبعض الوزراء ورجال أعمال مقرَّبين من الحكومة، لكنه معتمد على أرضية حزبه داخل تركيا وقدرته على الحشد لتلك الانتخابات، موضحًا أن أردوغان يتميَّز عن الرئيس التركي السابق عبدالله جول بأنه يمتلك كاريزما واضحة ولغة حديثه مؤثِّرة أكثر من "جول".