فى تصاعد خطير لمأساة المصريين العالقين فى مصيدة الحدود «الليبية التونسية»، اضطرت أعداد كبيرة منهم للعودة إلى «الجحيم الليبى» هرباً من المجاعة واعتداء قوات الأمن التونسية عليهم فى معبر رأس جدير التونسى، فيما ظهرت مأساة عالقين جديدة على الحدود المصرية الليبية. وقال عدد من العالقين فى معبر رأس جدير ل«الوطن» إنهم قرروا تحمل مخاطر اجتياز الأراضى الليبية براً فى طريق العودة إلى مصر شرقاً، بعد مواجهات أمس الأول مع القوات التونسية، وبعد أن باتوا مهددين بمجاعة أثناء وجودهم فى المعبر، وأشاروا إلى أن الليبيين بدأوا منع السيارات التى تقل مصريين من التوجه إلى رأس جدير. وقال محمد جابر، 23 سنة، «عامل»، أحد العائدين على متن «الرحلة 4»، ل«الوطن» إنه أصيب بكسر فى قدمه من نيران القوات الليبية أمس الأول، أثناء محاولتهم دخول الأراضى التونسية. وقال مدير مكتب الهلال الأحمر فى ولاية «مدنين» التونسية منجى سليم ل«الوطن»: نتفاوض بصعوبة مع السلطات الليبية لتمرير مساعدات غذائية للعالقين. وقال وزير الخارجية التونسى منجى الحامدى ل«راديو سوا» أمس، إن بلاده اتفقت مع مصر على خطة لنقل الفارين. وناشدت وزارة الداخلية الليبية القاهرة تكثيف رحلات الطيران لإجلاء آلاف العالقين. وقال إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعطى توجيهاته بسرعة إعادة العالقين، وعدم تحميل العائدين قيمة تذاكر العودة، مضيفاً أن 4 طائرات من أصل 5 مخصصة لنقل العالقين نقلت 1200. وتظاهر نحو 3 آلاف عائد من ليبيا بمنفذ السلوم أمس، للمطالبة بالسماح لهم بدخول الأراضى المصرية، فيما قال اللواء العنانى حمودة، مدير أمن مطروح، ل«الوطن» إن العائدين من 3 إلى 5 آلاف يومياً، وأضاف: «العالقون بمنفذ السلوم لهم وضع خاص، لأنهم إما دون أوراق رسمية وإما مشتبه بهم»، وقال سعيد أبوزريبة، عمدة السلوم، إن «القوات المسلحة أقامت خيمة ضخمة للعالقين وتوزع عليهم وجبات غذائية لحين إنهاء إجراءات دخولهم».