بريد الوطن.. بين طول الأناة واللا مبالاة

إحدى الصفات التى يُساء فهمها وتفسيرها فى كثير من الأحيان هى «الهدوء»، فاستخدامها الصحيح قد يكون سبباً لعلاج الكثير من المشكلات، بينما استخدامها الخاطئ قد يكون دلالة على الإصابة بالاضطراب، فكيف يمكننا التمييز بين الحالتين؟
هناك فهم مغلوط يخلط بين طول الأناة وعدم المبالاة، فمصطلح طول الأناة فى أصل اللغة يعنى الهدوء الممزوج بالتفكر والتروى يصاحبه شعور بالأمان، وهى فضيلة تجلب الراحة لصاحبها يتم من خلالها معالجة الأمور بحكمة وبأفضل طريقة ممكنة، ويعد طول الأناة من ثمار سكنى الله بداخل الإنسان، بحسب ما جاء فى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية، «الإصحاح الخامس»، أما مصطلح «لا مبالاة»، فيأتى فى قاموس الكلمات الطبية بمعنى نقص العواطف أو عدم الاهتمام، ويحدث ذلك إما لضعف القدرة على مواجهة المشكلات أو الاستهتار بمشاعر الآخرين أو نتيجة للإصابة بالمرض النفسى ونخص بالذكر الاكتئاب أو باضطراب فقد العواطف المعروف ب«أليكسيثيميا» أو عمى المشاعر.
وتختلف أسباب اللامبالاة باختلاف الأصل الذى تسبب فى وجودها فقد ترجع جذور أسبابها الأولية إلى سوء التربية وفقدان قيمة احترام الآخر، وقد يحدث ذلك نتيجة الضغط النفسى غير المعالج، ويكون العلاج الأنسب لذلك اللجوء إلى متخصص والانضمام إلى مجموعة للدعم النفسى.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com