قال فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن البركة حالة من الرضا والتسليم والتوكل، وليست رقم مادي، وعندما نبحث عنها في القرآن والسنة نجد أمرا غريبا جدا، حيث كان التعامل في الماضي ليس بالكيلو ولكن بالرتل أي 400 جرام، أي لم يكمل النصف كيلو. وأضاف "جمعة"، خلال لقاء ببرنامج "من مصر"، المذاع على شاشة قناة "cbc"، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، "كان أجدادنا بيقولوا بنشتري اللحمة من عند الجزار واحنا عددنا 5 أو 6 ويطبخوا هذا الرتل فيأكل كل من في البيت ويشبعوا ويرضوا ويتلذذوا بهذا"، لافتا إلى أن سعر الرتل آنذاك 27 قرشا، ويجب السؤال هنا ليس عن الكمية أو سعرها، ولكن عن الوظيفة التي قام بها أحدثت الرضا في نفس من في البيت والقناعة والتسليم والتوكل. وأشار إلى أن البركة تأتي من الحمد، مدلالا على قوله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، وإذا أردنا أن نعيد البركة فلابد أن نعيد الحمد، ونعرف أنه إذا صدر من قلب مؤمن سيزيد الله سبحانه وتعالى للحامد البركة، وأن الرضا المتولد عن هذا الحمد سيزيد الإنسان تسليما، ويزيد الإنسان توكلا على الله. وأوضح أن يجب على الإنسان كثرة العمل ودائم السعي، والحمد حالة من التعلق والشكر القلبي لرب العالمين، لافتا إلى أنه شاهد أشخاص لا يريدون سماع اسم الله أمامهم، "الناس دي تعبت وتعبوا اللي حواليهم". ولفت أنه يقال لا تتزوج "الحداقة" أي السيدة التي ترغب في تقليد جيرانها، ويؤدي ذلك لنزع البركة وتفكك الأسرة، كما أن السيدة "الشداقة"، وهي التي تتحدث دائما بحديث غير مفيد، وهو ما نجده الآن في "الشات"، لافتا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ابتلاء إذا جرى استخدامهم بشكل غير صحيح، لافتا إلى أن هذه الصفات كانت شائعة من بين النساء قديما ولكن بعدما حصلت على نصيبها من التعليم والعمل والوجود الاجتماعي تركت أجزاء من هذه الصفات ولكن للأسف تبناها الرجل حاليا.