خرج الشاب العشريني "محمد عبدالله" من منزله متوجهًا إلى موقف "الأردنية" بمدينة العاشر من رمضان، في محافظة الشرقية، لمباشرة عمله في نقل وتوصيل الركاب، باحثاً عن رزقه لمساعدة أسرته البسيطة، ولكنه لم يكن يدري أنه سيعود إلى أهله بعد عدة ساعات جثة هامدة، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يودع أهله. تلقى مدير أمن الشرقية، اللواء إبرهيم عبدالغفار، إخطاراً يفيد بورود إشارة إلى قسم شرطة أول العاشر من رمضان، من مستشفى التأمين الصحي، باستقبال "محمد عبدالله والي"، 20 سنة، مقيم بالعاشر من رمضان، وله محل إقامة آخر بعزبة "أمين باشا"، بقرية "الجمالية"، التابعة لمركز الحسينية، جثة هامدة إثر إصابته بجرح طعني خلال مشاجرة في موقف "الأردنية" بمدينة العاشر. انتقلت قوة من ضباط الشرطة لإجراء التحقيقات والفحوصات اللازمة، وتبين أن المجني عليه يعمل سائقا على سيارة أجرة، وأثناء توجهه إلى عمله، وقعت مشاجرة بين أحد الأشخاص وعمه في موقف السيارات، بسبب خلاف على "ركنة" السيارة، وأثناء دفاعه عن عمه، قام أحد أطراف المشاجرة بالتعدي عليه بسلاح أبيض "مطواة"، مما أدى إلى إصابته بجرح طعني، ووفاته متأثراً بإصابته. تم ضبط المتهمين من أطراف المشاجرة، وتحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه وبيان سبب الوفاة، وتم نقل الجثمان من مستشفى التأمين الصحي بالعاشر إلى مستشفى الأحرار التعليمي بمدينة الزقازيق، لإتمام عملية التشريح، وبعد الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية، صرحت النيابة بتسليم الجثة إلى ذويها، لدفنها في مقابر الأسرة بقرية الجمالية. وتمكنت الأجهزة الأمنية، بإشراف العقيد مصطفى عرفة، رئيس فرع البحث الجنائي بالعاشر من رمضان، من ضبط المتهمين، وهم "علي"، 55 سنة، وابناه "صلاح ومحمد"، وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق معهم. بينما تصدر هاشتاج "#حق_محمد" الترند على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في محافظة الشرقية خلال الساعات الماضية، وسط مطالب بمحاسبة المتهمين بقتل السائق الشاب، فقد أكد "عبد القادر"، خال المجني عليه، ل"الوطن" أن "محمد" كان أكبر إخوته، ويساعد والده على تحمل نفقات المعيشة، لافتاً إلى أن لديه 3 أشقاء، بنتان وولد، كما أشار إلى أنهم تركوا الحسينية، وتوجهوا للإقامة في العاشر من رمضان، منذ نحو 6 سنوات، بحثاً عن "لقمة العيش".