شهدت معظم محافظات الجمهورية التى بدأت فيها المدارس أمس حالة من الارتباك أمام محطات البنزين إلى أن وصلت طوابير السيارات إلى مسافة كيلومتر أمام بعضها للحصول على احتياجاتهم من الوقود. وتسببت الأزمة فى تأخر الطلاب بقرى محافظة سوهاج للذهاب إلى مدارسهم وتكدسوا أمام الشوارع انتظاراً لاستقلال أى سيارة، مما اضطرهم إلى استقلال سيارات النقل بدلاً من الميكروباص الذى اختفى تماماً. فيما استغل أصحاب السيارات فى مواقف الركاب الأزمة، وقاموا بزيادة تعريفة الوقود إلى الضعف فى مركز طهطا، مما أثار استياء الركاب الذين رفضوا ذلك، وحدثت مشادات ومناوشات فيما بينهم. ويقول محمد عبدالرحمن سائق: لا يوجد سولار بالمحطات ونحصل عليه بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، متسائلاً: ما ذنبنا فى تحمل الفارق فى السعر؟ مشيراً إلى أن «الزبون يجب أن يتحمل معنا». وأضاف: أبحث عن السولار منذ 3 أيام ونجحت فى تجميع صفيحتين بسعر 60 جنيهاً بدلاً من 40 جنيهاً السعر الرسمى لهما، مؤكداً أنه لا يمر يوم إلا وتحدث مشاجرات بسبب الأجرة. وفى السويس لقى «تباع» مصرعه أثناء نومه تحت سيارة نقل فى انتظار دور السيارة فى الطابور أمام محطة الوقود وأثناء ذلك تحرك سائق السيارة فجأة ليدهس التباع. وتشهد السويس أزمة حادة فى السولار، وتكدست السيارات أمام المحطات فى طوابير طويلة للحصول على السولار، رغم تأكيد أصحاب المحطات أن الكميات المخصصة لهم زادت بنسبة 15%، وعلى النقيض تماماً لم تشهد المحطات أى أزمات فى البنزين بكافة أنواعه. يأتى هذا فى الوقت الذى تمكنت فيه مباحث المجرى الملاحى لقناة السويس برئاسة الرائد محمد العقبى من ضبط سيارة نقل الإسكندرية محملة ب63 ألف لتر بنزين 92 مدعم، كما تمكنت قوة من مباحث عتاقة من ضبط سيارة نقل على متنها 20 جركن سولار. وتمكنت مباحث مرسى علم فى البحر الأحمر من ضبط طن من السولار المدعم قبل بيعه فى السوق السوداء، كما شهدت القليوبية أزمة طاحنة فى السولار تسببت فى تكدس السيارات والمواطنين والجرارات الزراعية أمام المحطات. فيما تمكنت مباحث القليوبية بالاشتراك مع مباحث التموين من ضبط كمية كبيرة من السولار المدعم فى حملة مكبرة على محطات الوقود فى شبرا الخيمة والقناطر وطوخ وشبين القناطر أسفرت عن ضبط 200 ألف لتر بنزين وسولار داخل 5 محطات وقود. ومن جانبها شنت وزارة التموين بالتعاون مع الداخلية حملاتها على أماكن بيع الوقود المدعم بالسوق السوداء تمكنت خلالها من ضبط 120 ألف لتر سولار وبنزين، وتم الإشراف على بيعها من قبل مفتشى التموين لجمهور المستهلكين بالسعر الرسمى المقرر. كما تمت إحالة 3 من أصحاب المحطات المخالفة إلى النيابة لتصرفهم فى الحصص المخصصة لهم بالسوق السوداء. حذر الدكتور حسام عرفات رئيس شعبة الموارد البترولية باتحاد الغرف التجارية من تزايد نقص الكميات المطروحة من المنتجات البترولية فى الأسواق بسبب تفاقم الأزمة المالية لهيئة البترول. وقال ل«الوطن»: «أزمة وقود طاحنة على الأبواب نتيجة نقص الكميات المطروحة فى الأسواق بنسبة 35% مقارنة بالشهور الثلاثة الماضية». وأشار إلى أن الكميات التى تضخها الهيئة العامة للبترول من أنواع البنزين المختلفة تكفى استهلاك يومين على الأكثر، مؤكداً أن محافظات الوجه القبلى ستكون الأكثر تأثراً بالأزمة خاصة بعد عجز وزارة البترول عن سداد المستحقات المالية لعدد من موردى الموارد البترولية التى بلغت 1.3 مليار دولار لموردين فى السعودية، والجزائر، والكويت. وقال إن هيئة البترول لم تستطع تغطية 50% من استهلاك السوق المحلى، لافتاً إلى أن الهيئة تهتم بحل أزمة الوقود فى محافظة القاهرة فقط وتتجاهل الأزمات الطاحنة التى تتعرض لها المحافظات الأخرى. وشدد على ضرورة حل الخلافات القائمة بين وزارتى البترول والمالية بشأن المستحقات المالية والديون المتشابكة لحل أزمة الوقود.