لقاح كورونا يقترب.. والصحة العالمية تحذر من جائحة جديدة

يبدو أنّ الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا الذي اجتاح العالم منذ أوائل العام الحالي، وتسبب في إصابة نحو 27 مليون شخص ووفاة نحو 900 ألف شخص حتى الوقت الحالي، سيكون أمر سهل وقريب جدا، بعد إعلان عدد من الدول توافر اللقاح للتداول بنهاية العام الحالي وأوائل العام المقبل.
وكانت روسيا أول دولة في العالم تعلن التوصل وتسجيل لقاح ضد فيروس كورونا، وأعلنت اليوم إدخال أول دفعة للقاح الذي أطلق عليه اسم "سبوتنيك v"، والذي يعتبر الأول من نوعه عالميا، إلى التداول العام.
طرح اللقاح الروسى للتداول العام
وذكر المكتب الإعلامي لوزارة الصحة الروسية، في بيان أنّ الدفعة الأولى للقاح الخاص بالوقاية من كورونا خضعت للاختبارات الضرورية لجودتها في مختبرات الهيئة الفيدرالية للمراقبة في مجال الصحة، وجرى إدخاله إلى التداول العام.
وأضاف البيان، أنّه "من المتوقع أن يتم في الوقت القريب توريد الدفعات الأولى للقاح إلى المناطق الروسية".
كما أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو، أنّ تطعيم المتطوعين ضد فيروس كورونا في مرحلة ما بعد تسجيل اللقاح سيبدأ الأسبوع الحالي.
وأوضح موراشكو أنّ هذا الأسبوع يبدأ تطعيم هؤلاء المتطوعين الذين سيدخلون المرحلة الثالثة من التجربة السريرية، وفي الأسبوع المقبل ستبدأ الشحنات الأولى من اللقاح وستكون صغيرة في الوقت الحالي، لأنه يجب احترام جميع المصالح.
وكانت وزارة الصحة الروسية سجلت في أغسطس الماضي، أول لقاح في العالم ضد كوفيد-19، بعد تطويره من مركز أبحاث "جامالي" بالتعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي.
الرئيس الأمريكي يعلن جاهزية لقاح كورونا بحلول أكتوبر
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس، أنّ لقاح كورونا قد يكون جاهزا بحلول شهر أكتوبر المقبل، مضيفا: "قمنا بعمل مذهل وبسرعة لم يرها أحد من قبل".
وتابع: "كان من الممكن أن يستغرق هذا عامين أو ثلاثة أعوام، وبدلا من ذلك سيتم إنجازه في فترة زمنية قصيرة جدًا. يمكن حتى الحصول عليه خلال شهر أكتوبر".
وأضاف: "سيكون اللقاح آمنًا للغاية وفعالًا للغاية وسيتم تسليمه قريبًا جدًا، يمكن أن تكون لدينا مفاجأة كبيرة جدا قادمة".
وطلبت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها قبل أسبوعين، من القادة في جميع الولايات الخمسين والعديد من المدن الكبرى، الاستعداد لتوزيع لقاح لفيروس كورونا في الأول من نوفمبر.
الصين تعرض لقاحات كورونا المحتملة للبيع للمرة الأولى
وعرضت الصين لقاحات محلية ضد فيروس كورونا في محاولة من هذا البلد لتحسين سمعته، التي تضررت بفعل تعاملها مع الوباء في مهده.
وتعلّق بكين آمالا كبيرة على لقاحات محتملة من إنتاج الشركتين الصينيتين "سينوفاك بايوتك" و"سينوفارم"، وقدمت اللقاحات إلى العامة في المعرض التجاري في العاصمة الصينية هذا الأسبوع.
ولم يطرح أي منها في السوق حتى الآن، لكن منتجيها يأملون أن تجري الموافقة عليها بعد انتهاء تجارب المرحلة الثالثة التي تعتبر مهمة جدًا، مع حلول نهاية العام.
وقال ممثل ل"سينوفاك" لوكالة "فرانس برس"، إنّ شركته "أكملت بناء مصنع لقاحات" يمكنه إنتاج 300 مليون جرعة سنويًا، بما يعادل نحو 2300 جنيه.
وذكرت شركة "سينوفارم" أنّها تتوقع أن تستمر الأجسام المضادة التي يوفرها لقاحها، ما بين سنة وثلاث سنوات، رغم أنّ النتيجة النهائية لن تُعرف إلا بعد انتهاء التجارب.
وأوضحت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الشهر الماضي، أنّ "سعر اللقاحات لن يكون مرتفعًا".
وأفاد التقرير نقلًا عن رئيس شركة "سينوفارم"، بأنّ تكلفة كل جرعتين ستكون أقل من 1000 يوان (146 دولارا)، بما يعادل 2300 جنيه مصري.
وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، الاثنين، أنّ لقاحا محتملا آخر طوّره علماء عسكريون صينيون، يمكنه التعامل مع تحولات فيروس كورونا.
بريطانيا تعلن جاهزية لقاح جامعة "أكسفورد" أوائل 2021
ورجّح وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، جاهزية لقاح جامعة "أكسفورد"، المضاد لفيروس كورونا المستجد في وقت مبكر من العام المقبل، موضحا في الوقت ذاته، أنّه قد يكون جاهزا بنهاية العام الحالي في أفضل الأحوال.
وقال هانكوك -في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عبر موقعها الإلكتروني-: "أفضل سيناريو هو أن يحدث ذلك هذا العام، أعتقد أنّ الأكثر احتمالا هو أوائل العام المقبل، وفي الأشهر الأولى القليلة من العام المقبل، هو الأكثر احتمالا على الإطلاق".
وأوضح الوزير البريطاني، أنّ إنتاج الدفعة الخاصة بالمملكة المتحدة من اللقاح الواعد الذي تعمل شركة "أسترازينيكا" للأدوية على تطويره، بدأ بالفعل قبل منحه الموافقة على بدء استخدامه، مشيرا إلى أنّ الحكومة تعاقدت بالفعل مع الشركة على توفير 30 مليون جرعة.
الصحة العالمية تحذر من جائحة جديدة
من جانبها، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهنوم جيبريسوس، دول العالم، من جائحة جديدة، مطالبا الدول بالاستعداد للجائحة المقبلة -في حالة حدوثها- مشددا على ضرورة أن يكون المجتمع الدولي على جاهزية أكبر.
وقال جيبريسوس إنّ الجائحة الحالية لن تكون الأخيرة، ويعلمنا التاريخ أنّ تفشي الأمراض والجوائح هي بالفعل حقيقة من حقائق الحياة، مضيفا أنّه: "عند بداية الجائحة المقبلة يجب على العالم أن يكون على استعداد أكبر مما كان عليه هذه المرة".
وجدد دعوته الموجهة لحكومات دول العالم إلى الاستثمار بقدر أكبر في قطاع الصحة العامة.