البكاء و"الأفورة" في الصراخ عبر شاشات التلفزيون... سلوك اتبعه بعض المشاهدين، ليعربوا فيه عن مدى حزنهم واستيائهم من المشهد المسيطر على البلد. "الراجل ابن المحترم مايستاهلش مننا كدة".. بتلك الكلمات المختلطة بالدموع، عبرت "مدام سناء"، إحدى المواطنات في اتصال هاتفي مع الإعلامي أحمد موسى على فضائية "التحرير"، بانهيار شديد، عن استيائها من انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية. وتابعت المتصلة وهي تجهش ببكاء شديد "اللجان فاضية يا أستاذ أحمد مش عارفة أعمل إيه.. أنا حزينة جدا النهاردة اللجان فاضية يا أستاذ أحمد أنا هتجنن.. هموت"، وعند محاولة موسى تهدئتها، ردت: "لأ لأ هو يستاهل مننا كدة.. الراجل ابن المحترم ده يا أستاذ أحمد.. لأ أنا تعبانة.. احنا هنشحتهم، الناس راحوا فين؟، طب طمني طيب البلد هاتضيع". وبالعودة ثلاث أعوام ماضية، لحالة مشابهة، تحديدا أثناء ثورة يناير 2011، ظهر أحد المتواجدين بميدان التحرير، في اتصال هاتفي بالتلفزيون المصري، وعرف نفسه باسم "تامر من غمرة"، وقال في بكاء هيستيري وانفعال، أثار سخرية شريحة كبيرة من المتابعين لمقطع الفيديو الشهير: "البلد اتبهدلت، إحنا هنتكتب في التاريخ إننا اللي بهدلنا البلد.. لأ لأ والله ما احنا"، واستطرد في وصفه للثوار في الميدان بالقول: "هما أجانب بيتكلموا إنجلش كويس جدا، موجودين معانا طول الوقت، بيتظاهروا معانا في المطالبات اللي بنطالب بيها، بيعملوا معانا الفلايرز"، وبانفعال شديد وبكاء أقوى قال: "دلوقتي عايزين يحطوا سلوجن يوم الخلاص.. يوم الخلاص من مين؟". محاولة الإعلامي لتهدئته لم تجن ثمارها، فالبكاء والصراخ كان مسيطرا على المشهد، فلم يجد سوى أن ينهي المداخلة بدعوته للحضور إلى الاستوديو.