اكتسبت المنافسة الدولية بين الولاياتالمتحدةوروسيا بُعداً جديداً بإصرار الأخيرة على تعزيز قواتها شرق سوريا وتضييق أمريكا عليها، ودخل الجانبان في سجال على خلفية تصريحات أمريكية تطلب طرد روسيا من الشرق الأوسط، زعمًا بدورها في تخريب المنطقة، مما أدى إلى سجال حاد بين شخصيات بارزة في كلًا من البلدين. ووصف مصدر في وزارة الخارجية الروسيىة، اليوم، تصريحًا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر، دعا فيه روسيا إلى الرحيل من الشرق الأوسط بأنه "مجرد حماقة ودليل على قلة المهنية"، قائلًا: "يبدو أنه لا يدرك على الإطلاق ما يقول، هذا يخرج عن نطاق أي تقييم، إنه مجرد حماقة، مستوى المهنية في الخارجية الأمريكية بات منخفضا جدا"، حسبما ذكرت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية. وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، قد صرح أمس، أن روسيا تلعب في الشرق الأوسط "دورا مدمرا"، وشدد على تمسك الولاياتالمتحدة بضرورة مغادرتها المنطقة. من جهتها، دعت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لاستذكار نتائج السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، قائلة "يرجى تحديد ما هو المشروع الأمريكي الذي نفذ خلال العقدين الماضيين ويعتبره شينكر ناجحا؟ لا نذكر من ذلك شيئا.. هناك موت ودمار فقط"، مضيفة أنه ربما هكذا يرى شينكر نتائج "المشروع الناجح". أما ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، يعتبر أن المزاعم الأمريكية بشأن دور روسيا "المدمر" والدعوات لرحيلها من الشرق الأوسط ضرب من المجون والوقاحة، وأضاف: "حضور روسيا في سوريا شرعي تماما وجاء بدعوة من قيادة البلاد، وذلك بخلاف الوجود الأمريكي. لا أحد دعا الولاياتالمتحدة إلى سوريا ولا إلى العراق أو ليبيا". وفي نفس السياق، انسحبت القوات الروسية من النقطة التي تمركزت فيها بريف الحسكة، على خلفية رفض شعبي وتضييق أمريكي على الدوريات الروسية التي تجوب المنطقة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ القوات الروسية التي تمركزت الأربعاء، في قرية قصر ديب بريف المالكية في الحسكة، انسحبت صباح أمس متّجهة إلى الحسكة.