شارك الفنان الراحل عن عالمنا صباح اليوم، حسن حسني، مع كبار الفنانين بمختلف العصور السينمائية، ومنهم الفنان الكبير الراحل أحمد زكي، الذي شارك معه في فيلمي الهروب والبرئ. فيلم الهروب دارت أحداث الفيلم حول ثلاث شخصيات إجرامية حاصرت شاب صعيدي "منتصر"، وتحول لسفاح، الأول مدحت مدير مكتب تسفير العمال للخليج بتأشيرات مزورة، ولحق "منتصر" بالعمل عنده، ودفعه للحصول على أموال من العمال، ليقوم بعد ذلك بدس قطعة حشيش له ويبلغ الشرطة عنه ويدخل السجن. وثانية "رجوات" التي أغوت زوجة منتصر لتلحقه بالدعارة في تركيا لحسابها، والثالث صديقه القديم سعيد، الذي خانه وسرق ماله وأبلغ عنه الشرطة. فيلم البرئ حمل الفيلم أكثر من فكرة جديدة، وتحدث عن الحرية بمعناها الشامل، عبر إظهار لمحات عدة من الفساد السياسي بمصر، بعد تطبيق سياسة الانفتاح، في سبعينيات القرن الماضي، وتحول الإنسان إلى آلة مبرمجة لخدمة سلطة معينة، ولعب حسن حسني فيه دور الضابط. كتب الفيلم المؤلف وحيد حامد، بالإهداء لعشاق الحرية والعدالة بكل زمان ومكان، وبالرغم من جودة العمل الفني المقدم، إلا أن البعض انتقد نهايته لتكرارها النغمة الشرقية القديمة بالدراما المصرية، التي تقضي بالحلول الفردية دون الجماعية، وتتمثل عادة بالتصفيات الجسدية. ظل يعرض الفيلم بصورته غير الكاملة، حتى وافق وزير الثقافة المصري فاروق حسني عام 2005، بمهرجان السينما القومي، تكريما للفنان الراحل أحمد زكي، وعرضت النسخة الكاملة للفيلم دون حذف للمرة الأولى على شاشة السينما، بعد انتاجه ب19 عاما، لما واجهه من اعتراضات رقابية، حيث شاهده وزراء الداخلية والدفاع والثقافة في عام 1986، وطالب بحذف عدد من مشاهده وتغيير نهايته. احتوى الفيلم على أغنيتين بصوت الموسيقار عمار الشريعي، وكلمات الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي. وتوفي الفنان الكبير حسن حسني، منذ قليل، إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، عن عمر يناهز 88 عاما. وولد الفنان حسن حسني في حي القلعة (15 أكتوبر 1931) لأب مقاول، وخلال عمرهُ الطويل الذي لم يكن خاليا من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، والتي بدأت في حي الحلمية الجديدة.
