قالت وكالة "أسوشيتدبرس" إن ملايين المسلمين في أنحاء العالم بدأوا الاحتفال بعيد الفطر اليوم بعد صيام شهر رمضان، لكن هؤلاء الملايين يخضعون لقواعد صارمة بالبقاء في المنازل خشية تفشي فيروس كورونا المستجد. وأضافت الوكالة، في تقرير لها أمس، أن مصر تحتفل بالعيد في ظل قيود صارمة، حيث بدت الشوارع والمتنزهات شبه خالية، بعكس المعتاد، حيث أجبر الفيروس الملايين على الاحتفال في المنازل، بدلا من السفر وزيارة الأقارب، والتجمع لتناول بعض الولائم والوجبات، وكلها أشياء باتت ممنوعة مع الجهود الحكومية لمنع تفشي الفيروس، وبخاصة مع زيادة عدد ساعات حظر التجول الليل الذي بدأ من 5 مساءً بدلاً من 9 مساءً، كما تم وقف وسائل النقل العام حتى 29 مايو، مع إغلاق جميع المحلات التجارية والحدائق ومراكز التسوق والشواطئ بالكامل، ومنع استخدام الحدائق والقوارب النيلية. وأفاد التقرير أن بعض الدول، كالعراق والأردن، فرضت حظر تجوال على مدار الساعة، لكن حتى عندما تم رفع العديد من القيود، ستقل وتيرة الاحتفالات بسبب مخاوف الوباء وتداعياته الاقتصادية، حيث تخضع المملكة العربية السعودية لحظر كامل، مع السماح بمغادرة المنازل لشراء الطعام والأدوية. وفي القدس، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها فضت مظاهرة، واعتقلت شخصين خارج المسجد الأقصى، الذي أغلقته السلطات الإسلامية هناك منذ منتصف مارس، ولن يُعاد فتحه إلا بعد عطلة العيد، بالتزامن مع محاولات مصلين دخول المسجد، ما أدى لشجار مع الشرطة الإسرائيلية. فلسطينية أثناء صلاة العيد في إيران، التي تواجه أعنف تفش للفيروس في الشرق الأوسط، سمحت بأداء صلاة العيد ببعض المساجد، لكنها ألغت صلاة العيد في طهران بقيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وفي دبي، أقامت الشرطة حواجز ونقاط تفتيش حول منطقة صناعية تضم عمال أجانب، في الوقت الذي تحاول فيه الإمارات إعادة فتح اقتصادها الذي تضرر بشدة، لكن الحالات المصابة مستمرة في الارتفاع. إيرانية تؤدي صلاة العيد مرتدية أدوات للوقاية من كورونا وأفادت وسائل إعلام محلية في السودان، الذي أبلغ عن أكثر من 3600 حالة وفاة و146 حالة وفاة، تجمع آلاف الأشخاص للصلاة في المساجد والمناطق المفتوحة، متحدين حظر تجول وقيود أخرى تفرضها السلطات. وأعلنت إندونيسيا عن ما يقرب من 22 ألف إصابة بالفيروس من بينها 1350 حالة وفاة، الأكبر في جنوب شرق آسيا، وأدى ذلك لإلغاء صلاة العيد في المساجد والحقول المفتوحة، واختفاء الزيارات العائلية وتوزيع الهدايا على الأطفال، وفي مقاطعة آتشيه المحافظة للغاية، وهي الوحيدة في إندونيسيا التي تطبق الشريعة الإسلامية، لا يزال من الممكن أداء صلاة العيد في المساجد والحقول، لكن بدون مصافحة وبخطبة قصيرة، وألغت السلطات هناك استعراضات المركبات المزينة بمكبرات الصوت، والتي تردد تكبيرات العيد. صلاة العيد في أندونسيا اليوم وفي ماليزيا، أعيد فتح معظم الشركات بعد أسابيع من الإغلاق بسبب الفيروس، لكن التجمعات لا تزال محظورة ولا يُسمح للمسلمين الملايو العودة إلى قراهم، وقامت الشرطة بمنع مرور أكثر من 5000 سيارة كان أصحابها يحاولون العودة إلى مسقط رأسهم في الأيام القليلة الماضية، وحذرت من عقوبات صارمة ضد أولئك الذين تسللوا، كما ألغى الوباء تقليد "البيت المفتوح"، حيث يدعو المسلمون أفراد العائلة والأصدقاء إلى ولائم، وأعيد فتح المساجد، لكنها تقتصر على التجمعات الصغيرة التي يصل عدد أفرادها إلى 30. وللمرة الأولى، تحتفل باكستان بالعيد في جميع أنحاء البلاد في نفس اليوم، منهية جدلًا سنويًا حول رؤية القمر، مع اختلاف اللجان المتنافسة حول تاريخ بدء العطلة، وفي السنوات السابقة، احتفلت ولاية خيبر بختونخوا الباكستانية، المتاخمة لأفغانستان، بالعيد قبل يوم من بقية البلاد، ولكن في نفس اليوم مثل بقية العالم الإسلامي. تطبق باكستان تدابير إغلاق للسيطرة على انتشار فيروس كورونا منذ منتصف مارس، لكن رئيس الوزراء عمران خان رفض إغلاق المساجد خلال شهر رمضان، على الرغم من مناشدات الأطباء وارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس، ويوجد في باكستان أكثر من 52 ألف حالة إصابة وأكثر من 1100 حالة وفاة. وفي أفغانستان المجاورة، أعلنت الحكومة ومتمردو طالبان عن وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام. عامل يرش مطهر على ساحة لصلاة العيد في باكستان وتجمّع حوالي 2000 مسلم لأداء صلاة عيد الفطر في مجمع رياضي بضاحية ليفالوا بيري في باريس، متباعدون بعناية ويرتدون كمامات، بحسب إذاعة راديو فرنسا. لم يسمح بتبادل الاحضان التقليدية، وسمحت فرنسا باستئناف الخدمات الدينية للمرة الأولى منذ مارس، لكن المنظمة الإسلامية الرائدة في فرنسا، "سي إف سي إم"، نصحت بإبقاء المساجد مغلقة. ولا تزال القيود المتعلقة بالفيروس قائمة أيضًا في دول البلقان ذات الأغلبية المسلمة؛ ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو، وفي العاصمة البوسنية، سراييفو، أعادت السلطات فتح المساجد في 6 مايو، بعد سبعة أسابيع من الإغلاق، لكنها فرضت على المصلين ارتداء الأقنعة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، كما حثت كبار السن على الصلاة في المنازل.