الساعة كانت تشير إلى الثانية عشرة من ظهر يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013، أمام مركز شرطة كرداسة، حيث تجمهر العشرات من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية أمام المركز، بالتزامن مع قيام قوات الأمن والجيش بفض الاعتصامَين المسلحين لجماعة الإخوان الإرهابية بمنطقتى رابعة العدوية والنهضة بمدينة نصر والجيزة، كان اللواء محمد عبدالمنعم جبر، مأمور مركز شرطة كرداسة بالداخل ونائبه العميد عامر عبدالمقصود، ومجموعة من خيرة الضباط والأفراد، يدافعون عن مكان عملهم. تزايدت أعداد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية حول المركز، وبدأ الإرهابيون فى إطلاق قذائف «آر بي جيه»، وبدأ «جبر» ورفاقه فى تبادل إطلاق النار مع العناصر الإرهابية الذين حاصروا المركز وقتلوا مجنداً بالخارج، ثم أضرموا النيران فى عدد من السيارات والمدرعات بالخارج. دافع «جبر» ورفاقه عن ديوان المركز حتى النفَس الأخير، ونفدت الذخيرة، وتمكن الإرهابيون من اقتحام ديوان المركز، واستشهد البطل و13 آخرون من الضباط والأفراد. بطولة «جبر» لم تتكرر فى سجل بطولات رجال الشرطة المصرية، شهداء الوطن والحق والواجب، فقد رفض الشهيد الانصياع لدعوات العناصر الإرهابية بالتسليم، وظل مدافعاً عن مكان عمله ومخزن السلاح عهدته حتى آخر طلقة فى سلاحه، رجل عاهد وحافظ على عهده بألا يترك سلاحه حتى ينال الشهادة، وقد كان. «أنا ابن الشهيد ومشروع شهيد»، بهذه الكلمات تحدث الملازم أول تحت الاختبار عمر محمد جبر، نجل الشهيد «جبر»، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء حفل تخرجه فى كلية الشرطة، عام 2017، ليعلن أنه على العهد ويسير على خطوات والده.
