«كباريه» فى عمارة سكنية بها مسجد، ليس عنواناً مثيراً فى رواية، لكنه واقع أليم تجسد فى العمارة رقم 13 شارع المساحة بالدقى، عمارة سكنية بها عدد من الأنشطة التجارية يقبع فى الدور الأرضى، منها بيت من بيوت الله يقصده المصلون وهو مسجد «اليسر» الذى يتبع وزارة الأوقاف، أما فى الدور الأول، فهناك نشاط مختلف تماماً تمارسه مجموعة من الراقصات والمضيفات ويؤمّنه عدد من «البودى جارد» «أنا شارب سيجارة بنى.. حاسس إن دماغى بتاكلنى»، صوت مرتفع ينبعث من الدور الأول، يكاد يطغى على صوت أذان الفجر الذى ينبعث من ميكروفون صغير بمسجد «اليسر». يقول «أحمد»، العامل فى أحد محال الإكسسوارات أسفل العمارة، إن واحداً من أشهر أصحاب الكباريهات فى شارع الهرم، هو الذى يستأجر كباريه الدقى. يروى أحد سكان العمارة واقعة شهدها بنفسه، قائلاً: «الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء الأسبق، ساكن فى نفس الشارع، وتصادف أن التقى أحد رواد الكباريه وكان رجلاً مخموراً، فصعد قنديل برفقة حراسه إلى المكان وتحدث مع بعض العاملين، ثم انصرف دون أن يفعل شيئاً». الشيخ مجدى، إمام مسجد «اليسر»، يحكى عن مواقف وصفها ب«السخيفة» يتصادف فيها مرور المصلين إلى جوار المخمورين، والفتيات اللواتى يرتدين ملابس فاضحة، وقال إن هذا المشهد يحدث فى صلاة الفجر فقط، وأضاف: «لدينا حكم نهائى، وقرار من وزير السياحة بإغلاق الكباريه لكنهما لم ينفذا بسبب العلاقات القوية لمؤجر الكباريه مع بعض الشخصيات النافذة». من جانبها، قالت عزة شريف، رئيسة حى الدقى، إنها لا تعلم أى شىء عن هذا الكباريه إلا من خلال «الوطن»، وأكدت أنه يستحيل منح ترخيص لأى كباريه فى عمارة سكنية، وأنها ستتخذ الإجراءات الضرورية بعد التأكد من المعلومات.