اتخذت عصابة تدريب أطفال الشوارع من العقار رقم 31، فى شارع محمد محمود بميدان التحرير، مكاناً لتدريب الأطفال على فنون القتال، وإجبارهم على المشاركة فى التظاهرات ومواجهة قوات الجيش والشرطة. «الوطن» انتقلت إلى الشقة التى يتدرب داخلها أطفال الشوارع بالطابق السادس، والتى أغلقها رجال الأمن بالشمع الأحمر، بعدما داهموها وألقوا القبض على أفراد العصابة، وأحالوهم إلى النيابة للتحقيق معهم. وأكد عدد من جيران مقر الجمعية الوهمية، الذين رفضوا ذكر أسمائهم، أن الجمعية تمارس عملها منذ 3 سنوات تقريباً، وكان يديرها طبيب ثم تركها، ثم حضرت السيدة الأمريكية وزوجها منذ عامين، وتردد عشرات الأطفال على الشقة بشكل يومى، وكانوا يقضون ليلهم فيها. وأضاف الشهود أن الأطفال كان منهم من يعود مصاباً ويعالج، وعند الاستفسار عن سبب إصابته، يكون الرد بأنه تشاجر فى الشارع، وأشار الشهود إلى أنه مساء الأربعاء حضر من 5 إلى 7 من أولياء الأمور إلى مسئولى الجمعية وطلبوا تسلم أبنائهم، وحدثت مشاجرة بين الطرفين، بعدما رفض المسئولون تسليمهم الأطفال. وفى اليوم التالى حضر ضابط من قسم شرطة عابدين بصحبته قوة أمنية، وجمعوا معلومات عن الجمعية، وتأكدوا أن الجمعية ليس لديها ترخيص، ثم حضر رجال الشرطة وداهموا الشقة وألقوا القبض على من فيها، بعد أن حاصرت قوات الشرطة العقار واقتادت المتهمين والأطفال إلى سيارة الترحيلات وسط صرخات الأطفال الذين كانوا يبكون ويرددون وهم فى أيدى أفراد الشرطة: «إحنا ماعملناش حاجة». وقال أحد الأطفال الذى تصادف وجوده بالقرب من الشقة، ويُدعى «محمود حموكشة» 18 سنة، إن الشرطة ألقت القبض على زملائه ولا يعرف التهم حتى الآن، مؤكداً أن الجمعية كانت تعتنى بهم، وتعطيهم أموالاً بشكل يومى، وأن زملاءه كانوا يشاركون فى المظاهرات ويحتشدون بين المواطنين فى التظاهرات القريبة من وسط القاهرة، وأنه رفض المشاركة خشية الإصابة.