قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنّ برّ الوالدين والتزام الأدب في معاملة الآباء والأمهات والتحذير من عقوقهما من أحكام شرعية واضحة وصريحة في القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة، من أخطر الموضوعات وأهمها ويجب التذكير بها في شهر رمضان. وأضاف خلال برنامجه "الإمام الطيب"، المذاع على شاشة قناة "dmc"، أنّ أول ما يلفت نظر المسلم في هذا الموضوع هو تكرار وروده في القرآن 7 مرات، في صورة توجيهات صريحة "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"، "وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"، "وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا". وأشار شيخ الأزهر، إلى أنّ هذه التوجيهات القرآنية جاءت أكثر من مرة في صورة ثناء على الأنبياء والمرسلين، بما هم أهله من نبل الأخلاق الإنسانية ولا سيما بر الوالدين، مثل قوله تعالى في شأن سيدنا يحيى عليه السلام "وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا". وتابع، وفي قوله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام في معجزته التي تفرد بها القرآن الكريم في ذكرها، وهو كلامه في المهد وفي عمر لا يقدر الأطفال فيه على النطق بالحروف، وذلك حين واجهت السيدة مريم عليها السلام ما واجهته بعدما اتهموها وسألوها، وكانت قد أمرت بالصيام عن الكلام فأشارت إليه وهي تنظر إليهم نظرة من يحيل السؤال عليه، وقد استنكروا ذلك منها ولكن سرعان ما فاجئتهم المعجزة حين خاطبهم عليه السلام بسان فصيح وقال: "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا".