يقضى 320 طالباً بمدرسة قرية العابد الابتدائية التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، يومهم الدراسى مهددين بخطر الموت على مدار العام، فلم يعد النجاح بامتياز هو الهدف الوحيد للطلاب، حيث تلازمت معه النجاة من الموت المحقق فى أى لحظة، لدرجة أن الطلاب يتدربون على طريقة الهروب والهرولة إذا وقعت الكارثة وسقطت المبانى فوق رؤوسهم، رغم علم المسئولين بكارثة قرار الإزالة الصادر للمدرسة منذ 12 عاماً، ومع ذلك يذهب الطلاب للمدرسة لأنهم لم يجدوا بديلاً عنها إلا مدرسة أخرى تقع فى القرية المجاورة وتبعد عن قريتهم 6 كيلو يتعرض خلالها الطلاب لحوادث الطرق والخطف والطالبات للتحرش، فحصرت الإمكانيات المتاحة خيارتهم بين الموت تحت أنقاض المدرسة أو الموت على قارعة الطريق إذا ما اختاروا الذهاب إلى المدرسة البعيدة. وقال أولياء الأمور إن السبب فى استمرار تعرض أبنائهم لهذا الخطر الداهم يومياً هو الروتين والبيروقراطية التى وقفت حائلاً دون الحصول على موافقة بناء الأرض التى اشتراها الأهالى بحجة أنها أرض زراعية برغم أن المبانى تحيطها من كل الجهات وكونها ستنقذ حياة الطلاب من الموت الذى يتعرضون له يومياً. وأشار عرفات تهامى حسين، محام، إلى أن معاناة طلاب مدرسة العابد الابتدائية المشتركة بدأت منذ 12 عاماً عندما صدر للمدرسة قرار إزالة وأصدر مسئولو التعليم بسمالوط قراراً بتحويل الطلاب إلى مدرسة قرية جبل الطير البحرية، ليصبح الطلاب بين خيارين كليهما أصعب من الآخر ويتسبب فى تعرض حياتهم للخطر، فإما البقاء فى المدرسة الآيلة للسقوط، والصادر لها قرار إزالة، أو الذهاب لأخرى تبعد 6 كيلو عن القرية متعرضين لحوادث الطرق أو الخطف أو التحرش. وقاطعه إبراهيم جمال إبراهيم، فلاح، ولى أمر «محمود»، الطالب بالصف الرابع الابتدائى، و«شيماء»، الطالبة بالصف الخامس بالمدرسة، قائلاً: «دفعنا ثمن تنفيذ قرار مسئولى التعليم بالذهاب لمدرسة جبل الطير البحرية المجاورة بإصابة عدد من أبنائنا الطلاب فى حوادث الطرق والتحرش والخطف بالإضافة إلى المشكلات الطائفية الناجمة عن الاحتكاك بين الطلاب الأقباط والمسلمين هناك، وعندها قررنا التراجع عن القرار والبقاء فى المدرسة القديمة الصادر لها قرار إزالة. وأضاف شحات على محمد كدوانى، ولى أمر الطالب «محمد»، الطالب بالصف الثالث الابتدائى: «بالله عليكم إزاى طفل لا يتجاوز عمره 8 سنوات يتوجه إلى مدرسة تبعد 6 كيلو عن القرية هل بلغ درجة الوعى والإدراك التى تؤهله لذلك؟». ووصف عبدالله تهامى حسين، حاصل على مؤهل متوسط، وولى أمر «محمد»، الطالب بالصف الرابع الابتدائى، و«منار» الطالبة بالصف الخامس الابتدائى، حالة المدرسة بأنها سيئة للغاية، وغير آدمية وهى مؤجرة ومملوكة لأحد أهالى القرية الذى قام ببناء عشش للدواجن فوق مبنى المدرسة ولا يوجد بها سوى دورة مياه واحدة وهى عبارة عن طابق واحد ويعانى فيها الطلاب الأمرين، نظراً لكثافة الفصول العالية التى تصل إلى 50 طالباً فى ظل مساحة فصل لم تتجاوز 3 فى 3 أمتار ونصف المتر. وأشار حماد ناجح رياض، فلاح، وولى أمر «مروة»، الطالبة فى الصف الخامس الابتدائى، إلى أن الأهالى قرروا حل مشكلاتهم بأيديهم حيث قاموا بشراء قطعة أرض مساحتها نصف فدان بالجهود الذاتية، وحصلوا على موافقات من هيئة حماية النيل والطرق والصرف الصحى والأملاك وتقدموا بكل هذه الموافقات إلى اللواء صلاح زيادة، محافظ المنيا الحالى و3 محافظين سابقين أبدوا استعدادهم لبناء المدرسة، ولكن بعد موافقة وزير الزراعة الذى رفض بناء المدرسة.