أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، أن المسلمين والمسيحيين يسعون للعدل والحرية والسلام والعيش بكرامة في صفحة جديدة يسطرها التاريخ بالمنطقة، وأن هذه الحقبة الجديدة يصحبها حراكٌ فكريٌّ ومجتمعيٌّ على كافة الأصعدة، ويصحبها كذلك فرصٌ كثيرة، وربما تهديداتٌ تهب على المنطقة بأسرها لافتاً إلى أنه على ضوء ذلك ينبغي علينا أن نسعى إلى الجلوس سويًّا، ونحاول إيجاد إجابات للعديد من الأسئلة المطروحة على الساحة حاليًا، بعيدًا عن ثقافة الصخب والضجيج التي تعج بهما الساحة الآن. وأضاف، إن المشاركة وتداول السلطة والمسؤولية والمحاسبة تمثل المبادئ الأساسية التي تضمن صلاح الأنظمة والبلاد والعباد، مشيراً إلى أن الخروج عن هذه المبادئ سيؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء، واشتعال الفتن والفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد، واختلال ميزان الشريعة. جاء ذلك خلال مشاركة المفتى فى أعمال مؤتمر "الصحوة العربية والسلام في الشرق الأوسط" تحت رعاية رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وحضور أكثر من 200 من رجال الفكر والشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية من 19 دولة من المنطقة العربية وشمال أفريقيا وأوربا وأمريكا. ودعا إلى ضرورة النظر إلى المستقبل بتطلع وإصرار على العمل والبناء والتنمية، ووحدة الصف والتخلي عن الغوص في الماضي؛ لأن الأوطان والأمم تُبنى بالأمل الفسيح والعمل الصحيح، وتُبنى بالتكاتف والتآزر والتراحم لا على التناحر والشقاق، وهذا لا يتأتى إلا بعد إرساء مبدأ العمل الجماعي من أجل بناء دولة مؤسسية تقبل مختلف الأطياف والآراء. وأكد جمعة، أن جوهر الدين الإسلامي الحنيف هو توجيه استخلاف الإنسان في الأرض حتى يصل إلى إقامة أمة متوازنة (أمة وسطا) يسود فيها السلام والعدل والمساواة الإنسانية بين الناس جميعا فيعيش الإنسان حياة متسقة مع حركة الكون لافتا أن الخطاب القرآني يحث المسلمين بل الناس جميعا على التعارف فيما بينهم امتثالا لقوله تعالي (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) والتعارف يبدأ بالحوار. وشدد على أن الإسلام لايقر العنصرية أو التحيز لجنس على آخر، وجاء الحديث الشريف ليؤكد على أنه لا فضل لقوم على قوم أو للون على لون، وإنما معيار التفضيل عند الله يرتكز على دعامة مختلفة تماما هي "التقوى".