علاقتي أنا وأطفالي أشبه بالثنائي الكارتوني الشهير "توم وجيري"، ستتخيلون أنني "القط توم" الذي يطارد أولاده "الفأر جيري" لعمل الواجبات، لكن ما يحدث هو العكس تمامًا، فأنا ذلك الفأر المطارد دومًا منهم، فهذا يتشاجر مع أخيه والمطلوب مني فض المشاجرة بأقل الخسائر، وهذه تطالبني الذهاب معها للمدرسة لمقابلة الناظر في أمرٍ هام، وذاك الصغير البرىء المتفنن في "لخبطة" أثاث البيت وملابسه، ولعبه ولخبطتها بما يشبه شوارع المدينة المكتظة وقت الظهر. وعندما ألجأ لزوجي الذي يعمل محاميًا، يقف في ثبات معلنًا أنه مشغول بقضايا الناس المهمة، وأنني يجب أن أساعده في كيّ و"توضيب" قمصانه فورًا، ويلقي بوجهي كومة من القمصان التي تحتاج غسيلا ومكواة حالًا، حينها أشعر أني "فأر" مسكين، هناك واجبات تطاردني دون رحمة، لذلك حينما يتسنى لي مشاهدة التليفزيون معهم وهذا نادرًا طبعًا أرقب الفأر جيري بإشفاق وهو يهرب من مطاردات القط توم، لكن لاحظت في أغلب الأحيان أنه رغم صغر حجم جيري فإنه ينتصر، لذلك قررت أن أنتصر ولو مرة واحدة. بدأت بتنفيذ خطتي العبقرية، لم أعد أُرتب غرف الأولاد وتركتها لهم، أيضًا فرضت عليهم أن يقوم كل واحد منهم بغسل طبقه والانتباه إلى ملابسه وترتيبها، تركتهم لمدة 3 أيام دون تدخل في شؤونهم، حتى زوجي الذي يتعلل بالقضايا وهو منهمك بمتابعة "الفيس بوك" و"تويتر" ليل نهار، وقد أغلق على نفسه مكتبه، انتبه لموجة عدم النضافة التي تجتاح البيت. تعللت بمرضي بصراحة كنت مستمتعة وأنا أراهم وهم ينظفون ويرتبون كل شىء رغم تبرمهم الواضح، حتى زوجي أرسل قمصانه للتنظيف والكيّ، وطلب مني العودة لقواعدي سالمة، وأنه سوف يساعدني على الأقل في مواجهة مشاكل الأولاد في المدرسة، ومع المدرسين. شعرت وقتها أني أخذت حقي، وحققت انتصارًا صغيرًا، فلم أعد ذلك الفأر جيري المطارد دائمًا من القط توم.