المخ ذكري أم أنثوي؟.. تساؤل أثار جدلاً كبيراً في الأوساط العلمية، ما دفع الباحثين في جامعة هارفارد، للعكوف على دراسة الاختلافات بين مخ الرجل والأنثي. وجد الباحثون، بالدراسة العلمية والتشريح، أن هناك فروق بين مخ الاثنين، كما أكدت الأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية من وجود فوارق في بنية وآلية عمل مخ المرأة وعمل مخ الرجل، وأن هذه الفوارق تفسر لنا طريقة اختلاف التفكير والسلوك بينهما، وأثبتت التجارب والأبحاث أن 80% من الرجال يستخدمون الشق الأيسر من المخ، بينما النساء يستخدمن الشق الأيمن من المخ. والمخ يتكون من نصفين، أيمن وأيسر، كل واحد منهما له وظائف محددة، ودائمًا يكون هناك نصف مسيطر على الإنسان في طريقة تفكيره، فالنصف الأيسر يتميز بوجود مراكز المنطق والتحليل والحسابات التي تتسم بالعقل، ومستخدم هذا الجزء يهتم بالتفاصيل وتحكمه الحقائق والمنطق، ويجيد الحسابات الرياضية وإدراكها بشكل علمي، كما يستطيع وضع الخطط والوصول إلى نتائج دقيقة. أما النصف الأيمن، يتميز بوجود مراكز التوافق والإبداع والإيقاع والابتكار والتفكير غير المباشر، لذلك مستخدم هذا الجزء يهتم بالصورة العامة، وينشط في الفلسفة ويفهم المشاعر بغض النظر عن المنطق، كما أنه طموح وميال للمخاطرة. وأثبتت الأبحاث أن الألياف العصبية عند المرأة تربط بين الشقين الأيسر والأيمن من المخ ب4 أضعاف العدد الموجود عند الرجال، هذه الفروق أدت إلى وجود اختلاف واضح في طريقة التفكير لكل منهما، وأيضًا نوعية التفكير، فالرجال أقدر على تناول موضوع واحد والتركيز فيه وتحليله والوصول إلى نتيجة دقيقة، لأن الفص الأيسر المسؤول عن التحليل يعمل بدون أن يتصل كثيرًا، عكس المرأة التي تستطيع التفكير في أكثر من موضوع بدون تحليل دقيق. تابعت الأبحاث، الرجل أقدر على فصل نفسه عن الموضوعات التي يناقشها، إما المرأة فيمكنها الحديث في أكثر من موضوع، ودائمًا تعتمد على حدسها لأنها تهتم بالتفاصيل الدقيقة واللفتات العابرة التي لا يلاحظها الرجل، فتستطع اكتشاف إذا كان المتحدث أمامها يكذب أم لا من طريقة حديثه، وإذا شعرت بضيق من شخص ما فإن شعورها يتدخل في حكمها وغالبًا ما يكون إحساسها صادق. كما تهتم الأنثى بالمشاعر والرومانسة وتحكم قلبها فيما يحكم الرجل دائمًا عقله، لذلك الاثنين مكملين لبعض، فتفاعل العقل مع القلب يؤدي إلى نتائج مذهلة.