جاءت من الإسكندرية وحلم الوصول إلى الاتحادية يراودها، استكملت جميع أوراق ترشحها للرئاسة ودفعت مبلغ التأمين، واستعدت بمجلد كامل كبرنامج انتخابى.. إنها المهندسة هدى الليثى ناصف، نجلة الفريق الليثى ناصف مؤسس سلاح الحرس الجمهورى بالجيش المصرى، أول مرشحة محتملة لرئاسة الجمهورية، لافتة إلى أن لديها خلفية عسكرية وبرنامجاً وحملة انتخابية ستدفع كل نساء مصر لانتخابها، وأنها ليست مرشحة «كمالة عدد»، موضحة أنه حال فوزها ستفتح باب تجنيد الفتيات بالجيش المصرى لإشراكهن فى حرب الدولة ضد الإرهاب.. وإلى نص الحوار: ■ ما الدافع وراء ترشحك للرئاسة فى الوقت الحالى؟ - لدىَّ من الجرأة ما يكفى للترشح للرئاسة، خاصة أننى نشأت على «تربية عسكرية»، وأرى أن تعدد المرشحين فى الصالح العام، وكذلك لأن الرجال أحجموا عن المشاركة إلا قلة قليلة منهم، على اعتبار أن الأمر محسوم للمشير «السيسى»، فقررت الترشح. وأؤكد أن الانتخابات فى مصر «عرس ديمقراطى» وليست مسرحية هزلية، علاوة على أننى لدىَّ برنامج انتخابى ذو رؤية معينة أريد تحقيقه لإصلاح هذا البلد. ■ لكن ألا ترين أن خسارتك شبه مؤكدة أمام «السيسى» أو حمدين صباحى؟ - أعترف أن الاحتمالات تشير إلى أن نسبة فوز المشير أكبر من أى مرشح آخر ولكن الأقدار تتغير، ولا أعرف ماذا سيحدث اليوم وغداً، كما أن «صباحى» قد ينسحب فى أى لحظة و«السيسى» مُهدد بشكل كبير، وترشحى بدافع الحفاظ على الأمن القومى لمصر. ■ البعض يرى أن ترشحك للرئاسة دعاية إعلامية للظهور على الساحة؟ - بالطبع لا، ولماذا أقوم بهذه الدعاية الآن، وكان من الممكن أن أتاجر بموت والدى، وكان لدىَّ الكثير فى هذا الملف للشهرة؟ ولكن ترشحى للصالح العام، لأنه فى الوقت الحالى يعد تأكيداً للعالم الغربى أن هناك أكثر من مرشح عسكرى، وإذا المشير عبدالفتاح السيسى انسحب فأنا موجودة ولى خلفية عسكرية. ■ كيف تكونين ذات خلفية عسكرية دون أن تنضمى للقوات المسلحة؟! - أنا من بيت عسكرى، وتربيتى عسكرية بحتة، وأنا وخالد عبدالناصر، الذى توفاه الله، كنا من أكثر أبناء صناع القرار قرباً للمطبخ السياسى العسكرى. ■ هل فى استطاعتك جمع التوكيلات المطلوبة للترشح؟ - أحاول وأجتهد فى ذلك، ولدىَّ تربيطات مع كبرى العائلات فى الإسكندرية والصعيد. ولكنى مقتنعة أن التوكيلات هذه مكانها سلة المهملات لأنها تجمع بالرشاوى، ومعايير الترشح لا بد ألا تكون قابلة للشراء. وبالأرقام هناك على الأقل 25 مليون مصرى من الكتلة التصويتية لا يعرف أحد اتجاهاتهم، كما أن سعد الصغير والراقصة دينا يستطيعان جمع 25 ألف توكيل فى يوم واحد، والعبرة ليست بالتوكيلات. ■ وما معايير الترشح التى لديك؟ - معايير ترشحى غير قابلة للشراء، فأنا لدىَّ حيثيات سياسية وشاركت فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وحاصلة على بكالوريوس هندسة، علاوة على خلفيتى العسكرية، فالشعب المصرى يرشح المشير السيسى رداً للجميل بأنه خلصهم من الإخوان، أما والدى فقُتل وأُسر فى الحرب، ولا بد من رد الجميل لوالدى. ■ هل تنتظرين دعم «نون النسوة» لك؟ - ما سأفعله سيجعل جميع نساء مصر تنتخبنى، وانتظروا حملتى الانتخابية. ■ هل ستعيدين فتح ملف مقتل والدك فى حال توليك منصب الرئيس؟ - سأعيد فتح كل ملفات الظلم والعدالة الاجتماعية، وسأترك ملف والدى للنهاية. ■ كنتِ من المقربين لأسرة الزعيم الراحل أنور السادات. - أنا عشت فى منزل السادات بعد أحداث عام 1971 حتى عام 1972، وكنت أنادى «السادات» ب«بابا» مثل بناته، وعاصرت مراكز القوى حين كانوا يستعدون للهرب خارج مصر قبل أن ينجح والدى فى القبض عليهم، بعد أن أقسم يمين الولاء للشرعية أمام «السادات» عام 1971 وتأمينه عندما نقل قيادة الحرس الجمهورى من منشية البكرى إلى الجزيرة لتكون قريبة من بيت «السادات» بالجيزة. ■ والدك قتل فى نفس العمارة المشئومة التى قتلت فيها سندريلا الشاشة سعاد حسنى؟ - نعم، قتل فى نفس البرج «برج ستيورات» بتدبير من أشخاص يملكون نفوذاً قوياً فى لندن «عاصمة الموت الغامض». وقبل وفاته أبلغ بعض السفارات العربية والدى أن هناك مخططاً لاغتياله وهو فى منصب رئيس الحرس الجمهورى، ما دفعه إلى أن يطلب من الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يعفيه من منصبه.