على مدار الشهرين الماضيين، تشتعل الأوضاع في ليبيا، عقب توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة الوفاق الإخوانية فائز السراج، لاتفاقات تسمح لأنقرة بالتدخل في طرابلس، إلا أن مجلس النواب الليبي أعلن بالإجماع رفضها. قرارات مهمة ل"النواب الليبي" وصوت مجلس النواب الليبي بالإجماع، أمس، على إحالة رئيس المجلس الرئاسي ووزير خارجيته ووزير داخليته للقضاء، بتهمة الخيانة العظمى، إضافة إلى إلغاء مذكرتي التفاهم البحرية والأمنية الموقعتين بين السراج وأردوغان، وقطع العلاقات بين البلدين وغلق السفارات. كما صوت البرلمان الليبي بالإجماع، على إرسال مذكرة رسمية إلى جميع المؤسسات الدولية، ودعوة مجلس الأمن، من أجل سحب الاعتراف من حكومة "الوفاق" الإخوانية، ودعوة الاتحادين الأفريقي والأوروبي وجميع الدول العربية، وغيرها من المؤسسات العالمية، لعدم الاعتراف بحكومة "الوفاق"، وقطع العلاقات مع تركيا. جاء القرار بعد موافقة البرلمان التركي، الخميس الماضي، على مذكرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتيح له إرسال قوات عسكرية لدعم ميليشيات العاصمة الليبية "طرابلس" الداعمة لحكومة الإخوان الإرهابية؛ للحيلولة دون مزيد من التقدم للجيش الوطني الليبي، وفق صحيفة "حرييت" التركية.
تخصيص 20 مليار دينار ليبي للقضاء على الإرهاب وعقب ساعات من ذلك، أكد عبدالحميد صافي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كل يوم"، مع خالد أبو بكر على شاشة "ON E"، أن جلسة البرلمان تعد جلسة تاريخية بسبب اتخاذها عده قرارات مصيرية، موضحا أن البرلمان الليبي أصدر قرارا بتخصيص 20 مليار دينار ليبي للقوات المسلحة الليبية، للقضاء على الإرهابيين. الجيش والشعب الليبي قادرون على مواجهة الغزو التركي فيما عقد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، مؤتمرا صحفيا، أكد فيه أن القيادة العامة للقوات المسلحة تشدد فيه على أن معركة الجيش الوطني الليبي ضد الإرهاب ليست تقليدية أو ميليشيات، لكنها ضد الدول الداعمة لها، وهو ما اتضح مع التدخل التركي "السافر" في الشأن الليبي من خلال دعم الميليشيات الإرهابية. وأضاف المسماري أن البرلمان التركي تبنى قرارًا بإعلان الحرب على القوات المسلحة العربية الليبية والشعب الليبي والدولة الليبية بصفة عامة، مشيرا إلى أن الشعب الليبي أرسل رسائل قوية، خلال الأيام الماضية، مفادها بأنه يقف خلف قادته، وأنهم سيتحولون إلى مقاتلين لدعم القوات المسلحة على كل الجبهات، قائلا: "الشعب الليبي بالكامل مستعد لمواجهة الإرهاب والغزو التركي". وتابع بأن القوات المسلحة تعمل بجد في إطار تفعيل وإعادة هيكلة القوات المسلحة، حيث وصلت إلى درجة كاملة في ذلك، والآن أصبحت المناطق العسكرية لديها وحدات على مستوى عال، وباتت تمتلك ألوية مقاتلة في كل المناطق العسكرية، قادرة على ردع أي عدوان ووسائل دفاع جوي متطورة جدًا استطاعت إسقاط الطائرات التركية والإيطالية من ارتفاعات عالية أثناء دخولها إلى المنطقة التي أعلنت كمنطقة لحظر الطيران فوق العاصمة طرابلس.
وفي فجر اليوم الأحد، شن طيران الجيش الليبي غارات على معسكرات وتمركزات تابعة لقوات الوفاق في تاجوراء شرق العاصمة، استهدف الأعنف منها، مقرّ ميليشيا "الضمان" المسيطرة على طرابلس والتي تعد من أكبر الجماعات المسلحة فيها. كما استهدف أيضا القصف الجوي للجيش الليبي مواقع تابعة للميليشيات بمنطقة بئر الأسطى بتاجوراء.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبرم اتفاقا مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الإخوانية، في نوفمبر الماضي، تتيح عمليا لأنقرة التدخل العسكري في ليبيا عبر نشر جنود ومرتزقة هناك، إضافة لاتفاقية ثانية للحدود البحرية، حيث لاقت الاتفاقيات معارضة ليبية وعربية ودولية ضخمة، واعتبرت أنها خطوة صعدت خلافات بشأن احتياطيات غاز بحرية محتملة في شرق البحر المتوسط. وأورد موقع "سكاي نيوز" أن حكومة السراج تستند إلى ميليشيات متطرفة تسيطر على طرابلس، وتدعمها أنقرة بالأسلحة والعتاد، فيما يشن الجيش الوطني الليبي حملة للقضاء على الجماعات المسلحة المتشددة في العاصمة الليبية.