سجلت إحصائيات مديرية أمن الإسكندرية سقوط 5 قتلى فى مشاجرات بسبب الخبز خلال شهر واحد بمناطق غرب الإسكندرية، وذلك بعد تكرار نشوب المشاجرات بالأسلحة النارية بين المواطنين بسبب أولوية الحصول على الخبز. أسفرت الواقعة الأولى عن مقتل كل من محمد محمد عبده (46 سنة - إمام مسجد) بعد إصابته برش خرطوش بالوجه والصدر وجرح طعنى بالصدر، وأحمد على أحمد صالح (29 سنة - عاطل مسجل خطر) مقيم بمأوى القبارى بدائرة القسم بعد إصابته فى مشاجرة بجرح طعنى بالصدر، بسبب أولوية شراء الخبز بأحد الأفران. وسقط قتيلان فى حادثة ثانية فى غرب الإسكندرية، إذ وقعت مشاجرة بشارع 9 بمنطقة نجع العرب بدائرة قسم شرطة مينا البصل، مما أسفر عن مصرع كل من عيد عباس ربيع (22 سنة)، والطفلة فايزة بلال إسماعيل (9 سنوات) تصادف وجودها بمكان المشاجرة، وأصيب خمسة آخرون. أما هانى إبراهيم عباس (25 سنة)، مقيم فى مساكن توشكا بالعامرية، فكان الضحية الخامسة، حيث لقى مصرعه إثر نشوب مشاجرة بينه وبين عامل بمخبز بمنطقة مساكن توشكى بالعامرية، إذ أطلق العامل عليه أعيرة نارية، إثر دخوله المخبز لطلب الخبز. يقول محمد عوض، أحد سكان منطقة نجع العرب غرب الإسكندرية: «إحنا لسه مش لاقيين العيش حتى بعد ما مات من عندنا شخصين، مش عارف المسئولين عايزين إيه عشان يتحركوا، يعنى لازم نموت كلنا وندبح بعض عشان العيش؟». وأضاف: «نجع العرب، ومساكن المأوى، والورديان، وكل مناطق غرب الإسكندرية مفيهاش كميات كافية من العيش، وقولنا الكلام ده أكتر من مرة للمسئولين، لكن محدش سائل فينا، وكأنهم عايزين يتفرجوا علينا لحد ما نموت». من جانبه، قال اللواء خالد غرابة، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إن المديرية كثفت من حملاتها التموينية على المخابز المنتشرة فى مناطق غرب الإسكندرية لضمان عدم قيام أصحابها ببيع الدقيق المدعم فى السوق السوداء، مضيفاً أنه تم إصدار تعليمات لقيادات شرطة التموين بالإسكندرية بتشديد الرقابة على كافة المخابز التى تعمل بمناطق غرب الإسكندرية، والتأكد من عملها وفقاً لجدول الساعات الرسمية، وأن كميات الدقيق المدعمة التى تصل إليها يتم توجيهها جميعاً للمواطنين وعدم بيعها فى السوق السوداء. وكشف «غرابة» عن ضبط شرطة التموين والتجارة الداخلية، أمس الأول، أحد أصحاب المخابز غرب الإسكندرية وبحيازته 1750 كيلو من الدقيق المدعم بغرض بيعها فى السوق السوداء، مشيراً إلى أن جهود المديرية مستمرة للقضاء على تلك الظاهرة، كما أنه تم إصدار تعليمات لضباط إدارة البحث الجنائى بتكثيف حملاتهم الأمنية لضبط الأسلحة المنتشرة دون ترخيص، التى تم استخدامها فى معارك الخبز. من جهته، طالب إسلام مصطفى، المنسق الإعلامى لملف الخبز بحملة ال100 يوم للرئيس الدكتور محمد مرسى بالإسكندرية، الجهات المعنية بفتح تحقيق موسع حول الإهمال الذى تسبب فى توقف أسطول شاحنات النقل الخاصة بالمحافظة، التى كان من المقرر لها أن تكون منافذ متنقلة لتوزيع الخبز المدعم على المواطنين بمختلف أنحاء الإسكندرية. وأكد «مصطفى» أن عدد سيارات هذا الأسطول يصل إلى أكثر من 26 شاحنة كبيرة بالإسكندرية، يهدف انتشارها إلى تقليل الضغط على المخابز المزدحمة، الأمر الذى لم يلمسه المواطن ولم يشعر به بعد أن تم اختفاء هذه السيارات وركنها بجراج المحافظة دون أن تستغل لخدمة المواطن السكندرى، الذى يقتله ازدحام المخابز كل يوم. وأضاف أن تفعيل العمل بهذه الشاحنات كان من المقرر أن يبدأ منذ عام 2008، لكن منظومة الفساد والاتجار بأقوات المصريين حالت دون ذلك، مشيراً إلى أن عمل هذه السيارات بشكل منتظم كان سيحقق التوازن المطلوب فى توزيع حصص الخبز المدعم، لا سيما فى المناطق النائية أو المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، التى يقل فيها وجود المخابز، على حد قوله. وأكد «مصطفى» أن تطبيق المرحلة الأولى من مشروع توزيع الخبز على المنازل بالإسكندرية سيرى النور قريباً، مشدداً على ضرورة محاسبة المتورطين بالفساد الإدارى والمالى بالمحافظة، لا سيما أن عصر الانفلات الإدارى والفساد المالى قد مضى إلى غير رجعة، وأن الشعب المصرى سيقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأقوات المصريين. بدوره، نفى محمد خليفة، القائم بأعمال مديرية التموين بالإسكندرية، أن تكون أزمة نقص الدقيق أو الخبز هى السبب وراء حوادث القتل الأخيرة، التى تقع أمام المخابز، خاصة بمنطقة غرب المدينة، مؤكداً أنها مجرد حوادث بلطجة لا علاقة لها بنقص الدقيق. وأضاف فى تصريح ل«الوطن»: وبالتالى فكافة هذه الحوادث هى حوادث بلطجة لا علاقة لها بأى أزمات للخبز أو للدقيق، مشيراً إلى أن المديرية وفرت خلال فترة رمضان والعيد 466 طن دقيق، وأن المدينة ليس بها أزمة خبز بالرغم من كونها استقبلت ما يقرب من مليونى زائر خلال الفترة الماضية. وكانت تحقيقات النيابة العامة حول ملابسات القتلى الخمسة قد أثبتت أن الصراع بسبب الخبز هو السبب الأصلى لنشوب تلك المعارك، إذ نشبت تلك المعارك بسبب أولوية الحصول على الخبز، كما تسبب نشوب مشاجرات لنفس السبب إلى مقتل وإصابة آخرين تصادف مرورهم فى مكان التشاجر.