قبل كتابتي هذه المقالة سألت الكثير من مشياخنا الأفاضل عن مدي صحة عنوان المقال هل يوجد رحمة لله ناطقة وأخري غير ناطقة؟، وكانت الإجابه بنعم، فالله سبحانه وتعالي رحمات لا تعد ولا تحصي ومنها مثلاً الشمس والهواء والماء والليل وغيرها من رحمات الله سبحانه وتعالي التي لا تعد ولا تحصي وكل تلك الرحمات غير ناطقة، يعني الشمس لا تتكلم ولا الماء ولكن الأم من الرحمة الناطقة علي الأرض. هي حقاً رحمة الله علي الأرض فمن منا لم يشعر بحنان أمه ورحمتها وخوفها عليه، فهي تضحي بلا حساب وفي كل صلاة لها تدعو لنا الله بأفضل الدعوات بدون طلب منا أو حتي رجاء وتعطي كل ما تملك لأولادها بدون إنتظار لرد الجميل ولذلك وجب علينا رد الجميل لها وإذا كان عيد الأم يوماً واحداً فهل بنا أن نجعله كل يوم؟ بأن نرضي أمهاتنا وأن نقبل يديها وجبينها كل يوم وأن ندعوا لها وأن ننال رضاها فإذا كنت تريد أن تسعد في حياتك وأن تكن راضي عن حياتك فأعلم أن من أهم السبل لذلك هو رضا أمك عنك، فهي التي تتمني أن تكون أفضل من في الكون وتنظر إليك بعين الفرح كلما نجحت في حياتك. شكراً لكي يا أمي علي كل ما قدمتيه وما تقدميه فهي رسالة لكل منا أن يذهب اليوم لأمه وكل يوم ويقبل يدها ويطلب رضائها عنه ولكل من توفت أمه أن يدعوا لها بالرحمة والمغفره، وهي ستشعر به وبما يدعو به؛ فالجنة تحت قدميها شرف لم يأت من فراغ، بدايته ألم الولادة ونهايته دعائها لك في الصلاة فبارك الله فيمن جاعت حتى تُطعمني، سهرت حتى تُمرّضني، تألمت حتى تُريحني، بارك الله في مَنْ فَرِحت لفرحي وبكت لحزني، بارك الله في أمي.