يشهد لبنان منذ أمس حرائق بحجم غير مسبوق تجاوز عددها المئة حريق، طالت العديد من المناطق، بحسب هيئة الدفاع المدني اللبنانية، حيث قال مسؤولون إن الحرائق بدأت بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح ساخنة ساعدت في اشتعال النيران في بعض الأشجار والمساحات الخضراء. في عكار اللبنانية اجتمع الشاب ناصر سليمان برفقة 300 من أصدقائه وقرروا الدفاع عن بلدتهم من غضب الطبيعة، الذي تسبب في اندلاع أكثر من مئة حريق ضخم في العديد من المناطق. "عددنا 300 شاب تطوعنا للدفاع عن أراضي وغابات بلدتنا، ونساعد الدفاع المدني الذي يمتلك رجاله خبرة كافية لتوجيهنا، وقمنا بفصل القش عن الأشجار حتى لا يتسبب هذا في وقوع كارثة"، حسب حديث ناصر سليمان ل"الوطن". ويوضح ناصر أن الدفاع المدني يمتلك معدات كافية للتعامل مع الحريق لكن لبنان بحاجة لكل سواعد شبابه، وبالفعل نجح ناصر ورفاقه أمس بإخماد 6 حرائق لم تسبب أي خسائر لأنهم استطاعوا اللحاق بها في بداياتها. واختتم ناصر حديثه ل"الوطن": "مستعدون لأي حريق يقترب من عكار، ونتابع التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي ومع الدفاع المدني تحسبا لنشوب أي حريق حتى نلحق به حين نشوبه". وتعمل وحدات من الجيش وقوى الأمن وعناصر الدفاع المدني على إخماد الحرائق، ووُصفت بعض المناطق في لبنان بالمنكوبة. وأعلن عدد من الجامعات والمدارس عن توقف العملية الدراسية، بحسب الوكالة الرسمية للأنباء. وأعلن الدفاع المدني اللبناني إصابة أربعة من عناصره أثناء محاولة السيطرة على النيران. ومن جهة أخرى، قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزير العدل اللبناني ألبرت سرحان، إن المسؤول طلب من النائب العام التمييزي تحريك النيابات العامة في المناطق اللبنانية كافة، خصوصا تلك المعنية بمناطق الحرائق، بغية فتح تحقيقات في الملابسات والأسباب التي أدت إليها، وذلك لبيان ما إذا كانت مفتعلة أم لا. وتعهد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بمحاسبة من يقف وراء الحرائق إن كانت مفتعلة، لكنه أشار إلى أن التغير المناخي سببا في اشتعالها. وقال رئيس الوزراء اللبناني إنه أجرى ووزيرة الداخلية ريا الحسن، اتصالات مع عدد من الدول لإرسال طوافات وطائرات إضافية لإطفاء الحرائق والعمل على مكافحتها والحد من انتشارها.
