مثل غيرهن من آلاف التلاميذ بالبحيرة، حصلن على نتيجة الصف الخامس بالمرحلة الابتدائية، أعقبتها فرحة النجاح بتقدير عام جيد جداً، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، حجزن مقاعدهن بمجموعات التقوية التي بدأت منذ شهر أغسطس، بعد أن اشترين الكتب الخارجية الخاصة بالصف السادس الابتدائي، وتحمل أولياء أمور 4 تلميذات، مصاريف مجموعات التقوية على مدار 3 شهور، وبعد مرور شهر كامل من بداية العام الدراسي، أخبرهن المعلمون والإداريون بمدرسة "إبراهيم عبدالعال" الابتدائية، بكفر الدوار في البحيرة، أنهن راسبات لعدم حضورهن امتحان الدور الثاني لمادة الدين، في الوقت الذي أكد فيه أولياء أمورهن أن نتائج بناتهم ما بين تقدير ممتاز وجيد جداً في جميع المواد. خديجة محمد، والدة التلميذة ندى وائل محمد، إحدى التلميذات اللاتي يواجهن إعادة الصف الخامس بسبب خطأ إداري، تقول ل"الوطن": "حصلت على شهادة نجاح ندى بنفسي من المدرسة، وكان مجموع درجات مادة الدين 35 درجة من 50 درجة، وهو ما اعتبرناه نجاحا، خاصة أن الشهادة لم تشر إلى وجود أي ملاحق، وبالفعل ذهبت ندى في أول يوم دراسي وتم تسكينها في الفصل بناء على كشوف الأسماء، وبعد أيام قليلة من بداية العام الدراسي استلمت الكتب المدرسية، ولم يبد أي أحد بالمدرسة اعتراضا على وجودها بالصف السادس الابتدائي". وأضافت خديجة: "بعد مرور 3 أسابيع من بداية العام الدراسي، فوجئت ندى بإحدى المعلمات تخبرها بأنها راسبة بالصف الخامس، ونهرتها أمام زميلاتها (إنتي إزاي قاعدة هنا وإنتي جايبة ملحق وساقطة)، ونزلت كلمات المعلمة على ندى كالصاعقة ولم تدرِ بنفسها إلا ومجموعة من المعلمات يحاولن إعادتها للوعي، وحضرت إلى المنزل في حالة انهيار تام وأخبرتني بما جرى". وتابعت: "توجهت إلى المدرسة في اليوم التالي للاستفسار، لأجد 3 تلميذات أخريات تعرضن لنفس المشكلة، وأخبرتنا الإدارية المختصة أن إدارة المدرسة أرسلت إخطارات بملحق مادة التربية الدينية على عنوان منازل أولياء الأمور، وعندما أكدنا لهم أننا لم نتلق أي إخطارات، قالوا لنا (مشكلتكم حلها مش عندنا، والبنات هايرجعوا سنة خامسة تاني)". واستكملت: "تقدمنا بمذكرة لإدارة بندر كفر الدوار التعليمية، ذكرنا فيها ما سبق وطالبنا بإعادة النظر في رسوب التلميذات، وحضرت لجنة من الشؤون القانونية ومسؤولي الإدارة إلى المدرسة يوم الخميس الماضي، ولم نصل إلى أي حل منهم، خاصة أنهم طلبوا منا أن نحضر إفادة من مكتب البريد بعدم استلام إخطار الرسوب، وهو ما رفضه مسؤولو البريد، مؤكدين أن المدرسة هي التي تتحمل مسؤولية ذلك الأمر، خاصة وأنها تتسلم الرد بعدم الاستلام بطريقة قانونية، وظللنا حائرين ما بين البريد والمدرسة حتى حضرت لجنة التحقيق". وطالبت والدة الطالبة "ندى"، بسرعة الانتهاء من التحقيق في واقعة رسوب الفتيات بمدرسة "إبراهيم عبدالعال"، خاصة وأن جميع الإجراءات التي اتخذتها إدارة المدرسة مثل تسليم التلميذات وتسكينهن داخل فصول الصف السادس، وعدم إخبارهن برسوبهن فى مادة الدين، تؤكد وقوع إدارة المدرسة في خطأ جسيم، علماً بأن التلميذات حصدن درجات عالية فى جميع المواد، ولم ترسب أي واحدة منهن طوال السنوات الماضية. ومن جانبه، أكد أشرف فؤاد، مدير عام إدارة بندر كفرالدوار التعليمية، ل"الوطن"، أنه تقرر إحالة الموضوع إلى الشؤون القانونية بالإدارة، للتحقيق فيه ومحاسبة المخطئ، مشددا على أن الجميع يعمل من أجل صالح التلاميذ والطلاب.
