"الاغتيال" في أبسط وصف له هو عملية قتل منظمة ومتعمدة، تحتمل النجاح أو الفشل، وهي تستهدف شخصيات مهمة وتتمتع بتأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي، وفي الغالب يكون لهذه العملية عدة دوافع وأسباب، حيث يمكن أن تكون لأسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية، لكن يصبح الأهم هو أنها تستهدف شخصًا معينًا، يعتبره منظمو العملية عائقًا لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم. وكان من اللافت للانتباه أن محاولة اغتيال عدد من القادة والمسؤولين منذ اندلاع ثورة يناير 2011، وحتى الآن باءت جميعها بالفشل، كما أنه لم يتم تأكيدها أو التحقيق في مدى صحتها أو ملاحقة المتورطين فيها. وكانت البداية في 30 يناير 2011 بمحاولة فاشلة لاغتيال اللواء عمر سليمان نائب المخلوع، أثناء أحداث ثورة يناير، وكانت نتيجتها الفشل أيضًا، ولم يؤكد أحد المسؤولين آنذاك على صحتها من عدمه، حيث تم استهداف اللواء وقتل اثنين من حرسة الشخصي أثناء توجهه إلى مقر الرئاسة. وبعد وفاة اللواء عمر سليمان، حاول عدد من المواطنين المتجمهرين الهجوم على المشير طنطاوي والفريق عنان أثناء وجودهم في الجنازة، إلا أن قوات الشرطة العسكرية نجحت في إنقاذهم من بطش المواطنين الغاضبين. وبعد تولّي جماعة الإخوان الحكم، توجّه الفريق أحمد شفيق إلى الإمارات، وأعلنت مصادر مقربة منه أنه تعرّض لعدة محاولات اغتيال في أبوظبي لكنها فشلت، كما أكدت بعض هذه المصادر أنه تعرض في مطلع العام الحالي أيضًا لمحاولة اغتيال أثناء وجوده بالمملكة العربية السعودية وباءت بالفشل أيضًا. وبعد ثورة 30 يونيو وإطاحة الشعب بجماعة الإخوان المسلمين، روّج أعضاء الجماعة لمحاولة اغتيال المشير عبدالفتاح السيسي، وأكدوا أنه تمت إصابته بالفعل، دون تأكيد أو نفي من قِبل القوات المسلحة، لكن ظهور السيسي في المناورة بدر 2013 أكد نفي ما حاولت الجماعة إشاعته من محاولة اغتيال فاشلة للسيسي. وها نحن اليوم أمام محاولة اغتيال فاشلة جديدة وغير مؤكدة في نفس الوقت، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الحملة الانتخابية للفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش السابق والمرشح الرئاسي المحتمل، عن نجاة الفريق من محاولة اغتيال فاشلة، نفت وزارة الداخلية هذه المحاولة وأكدت أنه لا صحة لها. وأصبحت محاولات الاغتيال في مصر بعد ثورة يناير تشبه "الحملة الدعائية"، خاصة أن معظمها لمرشحين سابقين أو محتملين للرئاسة، كما تميزت هذه المحاولات أنها دائمًا فاشلة وغير مؤكدة تستغل للدعاية أو الحرب النفسية.