قالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان إنّ مصر تدعم بشكل كبير المجلس العربي للاختصاصات الصحية، لأداء دوره للارتقاء بالطبيب والفريق الطبي العربي بما يحقق طموحات المريض العربي. جاء ذلك اليوم خلال ترؤس وزيرة الصحة والسكان، ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، اجتماع الهيئة العليا للمجلس العربي للاختصاصات الصحية، في مقر جامعة الدول العربية. وأوضحت زايد في كلمتها أنّ الجامعة العَرَبِية أنشئت لتكون كيانا عَرَبِيا قويا وملاذا لِجَمِيع العَرَب يَجْمَعُهم وَيُوَحد كَلمتهم على ما فِيهِ الخير لأمتنا العربية، مؤكدةً أنّ ذلك لن يتم إلا مِنْ خِلال مُؤسسات قَوِيَّة تَهْدف لتجميع القُوَىَ العَرَبِيَّةِ بما يَدْعَم الشُّعُوبَ، ويحفظ السِّيَادَةَ. وأشارت وزيرة الصحة والسكان إلى أنّه لا شَكَّ في أنَّ المجلس العربِي للاختصاصات الصحية أَحد المؤسساتِ العريقةِ التي تمَّ تأسيسها مُنذ أكثر مِن أَربعين عَاما، قَدَّم خلالها الكثير والكثير، ولا زال المنتظرُ منه خلال المرحلةِ القادمَةِ تقديم المزيد. وأضافت زايد أنّه في مثل هذه الظروفِ الاستثنائيةِ التي تمرُّ بها العديدُ مِنْ دُوَلِنَا العربية، لابد أن يقوم هذا المجلس بالدور المنوط به، إضافة إلى دوره التنموي لتَقْدِيمِ المُساعدة الفنية للدول العَرَبِيَّةِ وتَبَادُل الخبرات بَيْنَ شُعُوب الأُمَّةِ، مشيرةً إلى تأسيس هَذَا الكيان ليَتَكَفَّلَ بإمداد مجتمعاتنا العَرَبِيَّةِ بأَطِبَّاء على مستوى عِلْمي متميز يَليْقُ بالمُوَاطِنِ العَرَبِيِّ، وَيَرْقَى للمنافسة الدولية. ولفتت وزيرة الصحة والسكان إلى أنّ المجلس العربي للاختصَاصَاتِ الصحية مر على مَدَارِ السَنَواتِ الأَخيرةِ بفترةٍ عصيبةٍ، أَدَّت إِلَى إِضْعَاف قَرَارَاتِهِ وَانْصِرَافِ الدُّولِ الأَعضاءِ عَنْ سَدَاد التزاماتها المَادِّيَّةِ نَحْوَهُ، موضحةً أنّ اليَوْمَ تتم عودة المجلس إلى سابق عهده وبشَرعِيَّةٍ جَدِيدَة مُسْتَمَدَّة مِنْ قَرَارَاتِ أَصّحَابِ المَعَالِي وزراءِ الصحةِ العربِ الذينَ امْتَلَكُوا الشَّجَاعَةَ وَاقْتَحَمُوا هَذَا المَلَفَّ وَاتَّخَذُوا قَرارهم الجريء بإعَادَةِ تَشْكيلِ الكيان كَامِلاً، لِنَفْتَحَ بِذَلِكَ صَفْحَة جَدِيدَة فِي تَارِيخِ المَجْلِسِ، ولِنُصْدِرَ لَهُ شَهَادَةَ مِيْلَادٍ جَدِيدَةٍ لَنْ تُكْتَبَ إِلا مِنْ خِلَالِ جُهُودِكُم وَعَمَلِكُم الدَّؤُوب. وقالت زايد إنّ وُزَرَاءُ الصحةِ العَرَبِ اتخذوا قَرَارِهِم رَقَمَ (1) فِي الدَّوْرَةِ العادية رقم (52) المُنعَقِدَةِ فِي مَايو المَاضِي ب"جنيف"، بوضع خَارطَةَ طَرِيق لإِعَادَةِ المَجْلِسِ العَرَبِيّ للاخْتِصَاصَاتِ الصحيةِ إِلَى مَسَارِه الصَّحِيحِ، وتكونت هَذِهِ الخَارطَةِ مِنْ عِدَّةِ خُطُوَاتٍ، كانت الخُطْوَةُ الأُولَى فِي الأُردن الشَّقِيقِ مطلعَ يُونيو الْمَاضِي، وفيها تمَّ نقلُ مهامِّ الأمينِ العامِ إِلَى السَّيِّدِ الدُّكْتُور عمر عوض الرواس، الذي نُرَاهِنُ عَلَيْهِ بِقُوَّةٍ فِي المرحلة المقبلة، ونَدْعُوكُم للتَّعَاونِ مَعَهُ ودَعْمِهِ فِي مَهَامِّهِ الجَسِيمَة. وتابعت وزيرة الصحة والسكان أنّ الخُطْوَةُ الثَّانِيَة كانت هي تشكيل الهَيْئَةِ العُلْيَا، وَالاجْتِمَاع بالقاهرة لانتخابِ رئيسٍ وَنَائِبَين وإقرار اللاَّئِحَةِ الجَدِيْدَة وَالنِّظَامِ الأَسَاسِيِّ، وَهُوَ مَا نَحْنُ بِصَدَدِهِ اليَومَ، لافتةً إلى أنّه وَبَعدَ مُرورِ 100 يَومٍ فقط على اجْتِمَاعِنَا فِي جنيف، هَا نَحْنُ نَأْخذ الخُطْوَةَ الثَّانِيَةَ فِي طَرِيقِنَا نَحْوَ اسْتكمال مَسِيرَةِ التَّصحيح قائلةً: "إنجاز نفتخر بِهِ، وَنَدْعُوكُم للتَّمَسُّكِ بهذه الفُرصَةِ لِإِنْجَاحِ هَذِهِ المَسَاعِي المُخْلِصَةِ". وتابعت وزيرة الصحة والسكان أنّ قَرَارَ مَجْلِسِ وزراء الصِّحَّةِ العَرَبْ يَعكس أَهَمِّيَّةَ المَلَفِّ، وحرصِ الوزراء على اتِّخَاذِ خُطُواتٍ عَملية نَحْوَ تَفْعِيلِ الَمَجْلسِ العَرَبِي والارتقاء بشَهَادَةِ البُوردِ العَرَبِيّ دَوليا، إذ وجهت وزيرة الصحة في هذا الصدد بسُرْعَةِ سَدَادِ مُتَأَخَّرَات وزارة الصِّحَّةِ والسُّكَّانِ، لحِسَابِ المجلس العربي للاختصاصات الصِّحِّيَّةِ، كما خَاطَبْت أَصحاب المَعَالِي وزراء الصِّحَّةِ العَرَبِ لحَثِّهِمْ عَلَى اتِّخَاذِ خُطُواتٍ مُمَاثِلَةٍ لدَعْمِ مِيزَانية المجلس. من جانبه، أشار الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، إلى انتخاب سلطنة عمان، رئيسا للهيئة العليا للمجلس العربي للاختصاصات الصحية، موضحا أنّ الاجتماع حضره عددا من وزراء الصحة بالدول العربية، والأمين العام للمجلس العربي للاختصاصات الصحية، وعدد من ممثلي الدول العربية. وأوضح مجاهد أنّه تم طرح اللائحة الجديدة للهيئة العليا للتصويت عليها طبقا لما تم إقراراه باجتماع وزراء الصحة العرب في جنيف مايو 2019، إذ تم تفويض صلاحية إقرار اللائحة للهيئة العليا احتراما للنصوص والاعتبارات التأسيسية الواردة في بروتوكول إنشاء المجلس العربي للاختصاصات الصحية. والهدف من تأسيس "المجلس العربي للاختصاصات الصحية"، تحسين الخدمات الطبية في الوطن العربي عن طريق رفع المستوى العلمي والعملي للأطباء العاملين في مختلف الاختصاصات، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية المعنية، ووضع مواصفات التدريب المعترف به خلال إعداد الاختصاصي في فروع الطب المختلفة من نواحيه، والعمل على استكماله ومراقبة احتفاظه بمستواه المقرر مع مراجعته دورياً لتطويره مواكبةً للتقدم الطبي، إضافة إلى وضع أسس تقييم المستوى العلمي والفني والمهني للأطباء الذين يرغبون في ممارسة الاختصاصات بعد إتمام التدريب المعترف به.