قال محللون ومسئولون سابقون فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إنه من غير المرجح أن تقوم روسيا بسحب قواتها من شبه جزيرة القرم، مما يضطر الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى اتباع استراتيجية محدودة أكثر فى محاولة منع الرئيس فلاديمير بوتين من تحقيق تقدم فى أماكن أخرى فى الجمهورية السوفيتية السابقة. وقالت وكالة أنباء «أسوشييتدبرس» الأمريكية: «هذا سيناريو مقلق للرئيس باراك أوباما الذى يتعرض لضغوط لإظهار قدرته فى التأثير على بوتين فى الصراع العميق بين الشرق والغرب»، فيما قال مايكل ماكفول، السفير الأمريكى السابق لدى روسيا حتى الأسبوع الماضى: «لست متفائلاً بأنهم سينسحبون». وقال ماثيو روجانسكى، المحلل الروسى بمركز أبحاث ويلسون فى واشنطن: «فكرة وجود سباق على شبه جزيرة القرم سخيفة شيئاً ما. شبه الجزيرة فى قبضة روسيا وكانت دائماً على وشك أن تكون خاضعة لسيطرتها. القلق الأكثر إلحاحاً بالنسبة للولايات المتحدة هو استمرار توغل قوات بوتين فى المناطق الموالية لروسيا شرقى أوكرانيا، حيث يراقب المسئولون الأمريكيون بحذر وقوع مناوشات عرقية هناك». وتحت عنوان «النفاق الأمريكى والمعايير المزدوجة فى أوكرانيا»، انتقد مركز «جلوبال ريسيرش» للدراسات السياسية الدور الذى لعبته فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأمريكى للشئون الأوروبية والأوروبية الآسيوية، فى الإطاحة بالرئيس الأوكرانى فيكتور يانكوفيتش، وتعجب المركز الكندى فى تقرير له من إعراب واشنطن عن استيائها البالغ بسبب ما سمته «التدخل الروسى فى شئون أوكرانيا» وسعى موسكو لجر واشنطن إلى حرب باردة جديدة، وذلك رغم نفاق الولاياتالمتحدة المذهل ودعمها للانقلاب ضد الرئيس الأوكرانى. وأشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة تعشق سياسة «المعايير المزدوجة» فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية قامت بغزو العديد من الدول التى يمكن أن تشكل قائمة طويلة، وخلال العقد الماضى وحده قامت بغزو أفغانستانوالعراق بالإضافة إلى عمليات القصف الجوى الأمريكى على مناطق فى باكستان واليمن وليبيا، وسخر التقرير من ادعاءات وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» من أن التدخل العسكرى الروسى فى شبه جزيرة القرم هو انتهاك للقانون الدولى، ووصفه ذلك بأنه عمل من أعمال القرن التاسع عشر، وكأن الولاياتالمتحدة لم تنتهك القانون الدولى من قبل، ودعا التقرير «كيرى» لإنعاش ذاكرته، حيث إنه قد أيد مع معظم أعضاء الكونجرس الغزو الأمريكى العسكرى للعراق عام 2003، كما قامت أجهزة الأمن الأمريكية خلال عهد أوباما بتصفية العديد من خصومها فى دول أخرى باستخدام الطائرات بدون طيار مما يشكل اعتداء على السيادة الوطنية لتلك الدول. وتابع التقرير أن الأمر يحتاج إلى شخص يتمتع بالوعى الذاتى داخل البيت الأبيض لكى يدرك أن ما فعله الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» بإرساله القوات الروسية إلى شبه جزيرة القرم بعد أن طلب الرئيس بكثير، بعد انقلاب قامت به ميليشيات نازية هو شىء أقل فظاعة مما تفعل الولاياتالمتحدة، وإذا كان «بوتين» قد انتهك القانون لحماية المواطنين من أصل روسى الذين يعيشون فى جنوب وشرق البلاد، فيجب تقديم الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش» ونائبه «ديك تشينى» وجون كيرى إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة غزو العراق الذى تم بانتهاك القانون الدولى، والذى تم تحت ذرائع كاذبة مثل تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية التى ثبت أنها غير موجودة ونتج عن ذلك مقتل مئات الآلاف من العراقيين وتقسيم البلاد ونشر الفوضى بها، ورغم ذلك لم توجه اتهامات للإدارة الأمريكية ولم تتعرض لأى مساءلة. وتابع التقرير أنه من أكبر الأمثلة على المعايير المزدوجة هى الصحافة الأمريكية، فصحيفة «واشنطن بوست» التى شنت حملاتها الإعلامية وطالبت بغزو العراق فى تحدٍّ واضح للقانون الدولى هم أنفسهم من يدينون التدخل الروسى بزعم خرقه للقانون الدولى.