أثار الإعلان عن مقترح قانون يبيح إجهاض الأجنة قبل ساعات من ميلادهم، الجدل بشدة في الشارع الأسترالي، لرفض قطاع ضخم تمريره، حيث نظمت الكنائس الأسترالية بكافة طوائفها، وقفة احتجاجية سلمية بعنوان "وقفة للحياة"، مساء أمس. وتجمع الآلاف في ميدان مارتن بلاس، بوسط مدينة سيدني الأسترالية، من الساعة السادسة مساء وحتى التاسعة، في محاولة منهم لوقف قانون إجهاض الأجنة "من 22 أسبوعا وحتى قبل مولدهم"، وحث أعضاء مجلس الشيوخ بالتصويت ضده، بعد موافقة برلمان نيو ساوث ويلز عليه. وكان الأنبا أنتوتى فيشر، مطران سيدني، وجه دعوة للمحتجين بالصلاة في كاتدرائية القديسة العذراء الكاثوليكية بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية من الساعة 10 مساء وحتى منتصف الليل. وقال الناشط القبطي المقيم في استراليا، أشرف حلمي، إنه توافد أكثر من ثلاث آلاف من شعوب كنائس ولاية نيو ساوث ويلز، التابعين لكافة الجاليات والطوائف الكنسية وقياداتهم من مطارنة وأساقفة والكهنة، للتظاهر السلمي، من أجل التعبير عن الغضب الشعبي الضخم على قانون الإجهاض. وأضاف حلمي، ل"الوطن"، أن الهدف من تلك المظاهرات الشعبية السلمية الضخمة هو إسقاط القانون عبر بوابة مجلس الشيوخ، قائلا "إن ذلك يأتي بعد أن وضع أغلبية أعضاء البرلمان الذى يسيطر عليه حزب الأحرار (بصمة العار) بالموافقة على تمرير مشروع القانون قبل عرضه على مجلس الشيوخ". وأشار إلى أن عدد من أعضاء البرلمان الأسترالي، الذين صوتوا ضد مشروع القانون شاركوا بالوقفة الاحتجاجية، فضلا عن عدد من الشخصيات العامة والسياسية، موضحا أن الآلاف من المتظاهرين تحملوا مشقة السفر في جو عاصف شديد البرودة حاملين الصلبان وصور العذراء والمسيح، فضلا عن لافتات أخرى تحمل الشعارات الرافضة لقانون الإجهاض. وتابع أن المظاهرة بدأت بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الأجنة الذين قتلوا قبل أن يروا الحياة نتيجة إجهاضهم، ثم ألقى العديد من القيادات الدينية والنساء خطب أعربوا فيها عن استنكارهم وإدانتهم للقانون، كما طالبوا أعضاء مجلس الشيوخ بالتصويت ضد القانون وسط ارتفاع أصوات المتظاهرين الرافضة للقانون. ولبي المتظاهرون دعوة الأنبا أنتوتى فيشر، مطران سيدني، بالتوجه نحو كاتدرائية العذراء للروم الكاثوليك لأداء صلاة "التسبحة" حتى منتصف الليل . وأرجع أشرف حملي أسباب ذلك الرفض الضخم للقانون، لإيمان الكنائس بأنه يعتبر ضد إرادة الله وتعاليم الكتاب المقدس، حيث أصدرت كافة الكنائس بيانات استنكار وإدانة لهم، منها "إيبارشية سيدنى للروم الكاثوليك، إيبارشية سيدنى للاقباط الأرثودكس، الكنيسة اليونانية الأرثودكسية، الكنيسة القبطية الكاثوليكية، الكنيسة الأرمينية الأرثودكسية، والكنيسة الإنجيلية"، بالإضافة إلى مجلسي كنائس نيو ساوث ويلز وكنائس الشرق الأوسط.